يلجأ العديد من الأفراد إلى الانتقال للعيش في دول أخرى بعيدًا عن عائلاتهم، ويكون ذلك لتحقيق هدف معين في حياتهم مثل العمل، أو الدراسة، أو الهجرة لتحسين الأوضاع المادية، ويشعر هؤلاء الأفراد بمشاعر غريبة قد يكون من الصعب جدًا وصفها، فهم بعيدون عن عائلاتهم، ويعيشون وحيدين معظم أوقات يومهم، فكيف تكون نفسية الإنسان المغترب؟ وكيف يستطيع الشخص المغترب تحسين نفسيته في الغربة؟
نفسية الإنسان المغترب
في ما يلي أبرز المشاعر التي تلازم المغترب، وأبرز المعلومات حول نفسية الإنسان المغترب:
-
الشعور بالوحدة
يُعاني معظم الأشخاص المغتربين من الوحدة الشديدة أثناء تواجدهم في بلد غريب، فهم لا يملكون الكثير من الأصدقاء، كما أن معظم أقاربهم، وعائلاتهم يعيشون بعيدًا عنهم، مما يمنح المغتربين الشعور بالضعف، والعزلة، وتحديدًا عندما يرون عائلات أخرى تجتمع أمامهم، وهم لا يملكون سوى الهاتف المحمول الذي يساعدهم على سماع صوت عائلاتهم، أو رؤيتهم من خلف شاشات الهواتف.
-
الاكتئاب
قد تصل سوء الحالة النفسية للمغتربين إلى مراحل متطورة من الاكتئاب، وقد يسبب هذا الاكتئاب رغبة المغترب بترك كل شيء، والرجوع إلى بلده، وعائلته، فيسبب الاكتئاب أعراضًا سيئة جدًا تتمثل في ما يلي:
- فقدان الرغبة في ممارسة الأنشطة اليومية.
- سرعة الغضب.
- انعدام الثقة بالنفس.
- سيطرة الأفكار السلبية على الفرد.
- البكاء الشديد دون سبب واضح.
- صعوبة التركيز.
- زيادة أو نقصان الوزن بشكل واضح.
- القلق والتوتر وصعوبة النوم.
-
زيادة التمسك بالعائلة
يشتاق المغتربين لعائلاتهم بشكل كبير، فتسيطر على تفكيرهم بعض الأفكار الغريبة، حيث كل ما يفكرون به هو التواجد مع عائلاتهم، وقضاء الأوقات معهم، فيلجؤون إلى الانعزال عن كل ما حولهم، ولا يسمحون لأحد بالدخول إلى حياتهم، فهم متمسكون بفكرة العائلة، وكل ما يشغل تفكيرهم هو ماضيهم، فينفصلون عن الواقع، ويتمسكون بالذكريات.
-
التعرض للصدمات
يتعرض معظم المغتربين، وتحديدًا الأشخاص الذين ينتقلون من بلاد عربية إلى بلاد أجنبية إلى مجموعة من الصدمات التي تتعلق بشكل أساسي بالصدمات الثقافية، حيث ينصدمون من الثقافة المختلفة للبلد الذي انتقلوا إليه، فهذه الثقافة تختلف بشكل كبير عن ثقافة موطنهم الأصلي، ويقعون في حيرة بين التمسك بالثقافة الأم، أو اتباع ثقافة البلد الجديد الذي انتقلوا إليه.
-
الحزن الدائم
من الطبيعي أن يكون الشخص المسافر سعيدًا لزيارته لبلد جديدة، ولكن هذا الشعور عكسي عند الشخص المغترب، فعندما يصل المغترب إلى البلد الجديد، يبدأ باستكشاف البلد، والخروج للتنزه، وزيارة مختلف الأماكن الجميلة، وبعد فترة قصيرة من الزمن، يبدأ الشخص بالملل، ويدخل في فوهة من الحزن التي يصعب الخروج منها بسهولة، فيُفضل الانعزال عن العالم الخارجي، ويلازمه شعور الحزن على تركه لعائلته، بالإضافة إلى شعور الحنين إلى الوطن.
نصائح للتعامل مع الغربة وتجنب سلبياتها
يستطيع المغتربين اتباع النصائح التالية للتخفيف من الآثار السلبية للغربة:
- ممارسة التأمل للتخلص من الأفكار، والطاقة السلبية التي تؤثر سلبًا على الصحة النفسية، وعلى الإنتاجية.
- ممارسة التمارين الرياضية باستمرار، وتحديدًا في الصباح الباكر.
- تكوين صداقات في البلد الجديد، والخروج في نزهات مع الأصدقاء.
- الابتعاد عن التدخين.
- تجنب السهر لأوقات متأخرة، والحرص على النوم لساعات طويلة في الليل.