أحيانًا تُفكر أنك لم تسعى جيدًا وتُقدم أفضل ما عندك ولكنك حصلت على نتيجة مثالية، أو أنك حققت نتائج مبهرة بالرغم من عدم استعدادك لها، أو أنك تبذل قصارى جهدك لتنهك عقلك وجسدك والنتيجة، منهمكًا في التحضير والإعداد ولكن بلا فائدة، فهل الاهتمام أقل أفضل من الاهتمام كثيرًا؟ سؤال يُجيبه موقع توازن في هذا المقال.
هل الاهتمام أقل أفضل من الاهتمام كثيرًا؟
إنّ فكرة العمل الجاد، وبذل قصارى الجهد متأصلة في الأعماق، متوارثة من الأجداد والآباء، فالإفراط بالتفكير والإرهاق والاستعداد أمر لا بدّ منه، لا سيما لأرباب العمل أو لكل مسؤول عن رعية، ولكن ما إن رحل التفكير المبالغ به بعيدًا، ومع ارتكاب العديد من الأخطاء التي قد تؤذي أنفسنا وتؤذي الآخرين، تبدأ فكرة تقليل الاهتمام وكأنها وصمة بحل غير متوقع، أي هل الاهتمام أقل أفضل من الاهتمام كثيرًا؟ وهل ترتبط زيادة الإنتاجية بقلة الاهتمام؟ والإجابة نعم.
قلّة الاهتمام لا تعني الإهمال، ولكنها تعني القدرة على الاهتمام أكثر بأشياء أقل، هي القدرة على التحكم في التفكير وعدم إهداره، وإعطاء الأولوية للأمور الهامة، وتجنب الاهتمام بما هو ليس مهم حقًا، والتعرف على ما هو جيد بما فيه الكفاية وما هو الأمر الأكثر من اللازم الذي يجب التفكير به، هي التعمق والتركيز في الجهد والمهارات والاهتمامات لمواضيع محددة دون غيرها، هي القدرة على التحكم في وقت الراحة والتفكير، فالاهتمام أقل هو الأفضل من الاهتمام كثيرًا، لأنّه يزيد من الإنتاجية، والطاقة الإيجابية، والقدرة على التعلم، ويُقلل من الإجهاد والتوتر.
مهارات الاهتمام أقل من الاهتمام كثيرًا
بعد الإجابة عن سؤال هل الاهتمام أقل أفضل من الاهتمام كثيرًا؟ يجب اكتساب عدّة مهارات للقدرة على الاهتمام أقل، منها:
- تجنب التعمق في التفكير والوصول بالتفكير إلى العواقب، وزيادة المتطلبات، فلا تجبر نفسك على إبرام صفقة من أجل الوصول إلى الصفقة بعينها، فكن مستعدًا لكسر الروتين بدلًا من أن تجعل نفسك محفوفة بالمخاطر.
- اهتم بدرجة أقل بالكمال والمثالية، فلا تُثقل كاهليك بكل ما يُمكنك فعله أو ما يُمكنك القيام به، فقط فكر بروية وبما هو جيد لمصلحتك، وسارع بالبدء به، فكلما حصلت على شيء ما بطريقة سريعة كلما زادت قدرتك على الإنتاج والإنجاز والتعلم.
- تقبل أخطائك واعلم جيدًا أنّ عثرات الحياة لا بد منها في طريق النجاح، ولكن يجب أن تجعلها مجرد تجربة تُعلمك ألّا تتعثر بها مرة أخرى.
- لا تُركز عمّا يدور حولك، فعندما تُفكر بما تريد ستبدأ بتطوير ذاتك ومهاراتك، دون اكتراث بما يُريده الآخرين، واجعل حُب ما تفعل عُنوان لمهامك، لتكون واثقًا قادرًا على الإبداع متجنبًا المحسوبية والواسطة.
- تجنب استنتاج التوقعات الخاطئة على الدوام، وتفاؤل بمعقولية، مع الأخذ بعين الاعتبار أقل الخسائر الممكنة، بعد فِعل المتطلبات الأساسية.
- حدد أولوياتك، وانجز أهدافك الكبيرة، وتجنب الإبحار في التفاصيل الدقيقة جدًا.
علاقة التأمل بالاهتمام
يوصي موقع توازن بممارسة التأمل، لتعليم النفس البشرية القدرة على الاهتمام بشكل أقل، إذ أنّ التأمل له بصمة في تهدئة النفس، والتركيز على شيء واحد في الوقت الواحد، وتجنب المثشتتات المحيطة لتنفيذ الهدف المطوب، بالإضافة إلى التخلص من القلق والتوتر والطاقة السلبية المحيطة، مما يجعل من أهدافنا واقعًا يتجسد أمامنا مع مرور الزمن.