من منا لا يفكر في الماضي بسلبياته وإيجابياته، وبذكرياته السعيدة والحزينة؟ لعل هذا التفكير يعد جزءا من طبيعة البشر ولا يمكن تجاوزه أو التخلص منه، لكن في حالة كونه مفرطا أو مسببا للضيق، يبرز التساؤل ‘هل التفكير في الماضي مرض نفسي؟’. وستعرف في هذا المقال على الإجابة عنه.

هل التفكير في الماضي مرض نفسي؟

الإجابة عن هذا السؤال هي أن التفكير في الماضي لا يعد مرضا نفسيا إلا إن كان مفرطا أو متصاحبا مع أعراض أخرى، فحينئذ قد يكون مرتبطا بمرض نفسي أو يفضي إلى الإصابة به؛ ومن أبرز هذه الأمراض النفسية اضطراب ما بعد الصدمة (Post-traumatic stress disorder – PTSD).

فإضافة إلى ما يفضي إليه هذا الاضطراب من أعراض، فالعرض الأبرز له هو الأفكار التي تقتحم الدماغ وترتبط بالصدمة المسببة للاضطراب، وهي تكون بعيش أحداث الصدمة مجددا. وهذا النوع من التفكير بالماضي يعد إجباريا، فالمصاب لا يفكر بأحداث الصدمة بإرادته. وتتضمن أبرز أعراض هذا الاضطراب الآتي:

  • النظرة السلبية للذات والشعور بالعجز.
  • مشكلات الذاكرة، من ذلك عدم القدرة على تذكر أحداث معينة متعلقة بالحدث المسبب للصدمة.
  • فقدان القدرة على الاستمتاع بالنشاطات والهوايات التي كانت محببة مسبقا.
  • اضطراب النوم ورؤية الكوابيس.
  • صعوبة التركيز.

أساليب علاج التفكير في الماضي الناجم عن مرض نفسي

أشرنا أعلاه إلى أنه عندما تكون الإجابة عن السؤال هي نعم، فإن هذا التفكير غالبا ما يكون مرتبطا باضطراب ما بعد الصدمة. وفي هذه الحالة، فإن الأساليب العلاجية المستخدمة تشمل الآتي:

  1. العلاج النفسي (Psychotherapy): تتضمن أبرز أنواع العلاج النفسي التي تستخدم لمصابي هذا الاضطراب الآتي:
    • العلاج المعرفي السلوكي (Cognitive behavioral therapy – CBT).
    • العلاج بالتعرض (Exposure therapy).
    • إزالة حساسية حركة العين وإعادة المعالجة (Eye movement desensitization and reprocessing – EMDR).
  2. العلاج الدوائي: تشمل أبرز الفئات الدوائية التي تستخدم في علاج الاضطراب المذكور الآتي:
    • الأدوية المضادة للاكتئاب، وأبرزها أدوية مجموعة المثبطات الانتقائية لاسترداد السيروتونين (Selective serotonin reuptake inhibitors -SSRIs).
    • الأدوية المضادة للقلق.
    • البرازوسين (Prazosin).

كيف أتوقف عن التفكير في الماضي؟

سواء أكانت الإجابة عن السؤال ‘هل التفكير في الماضي مرض نفسي؟’ هي نعم أم لا، فتوجد عدة أساليب ذاتية تساعد في التوقف عن هذا التفكير، وإليك هذه المجموعة من أبرزها:

  • اكتب الأمر الذي تفكر فيه على ورقة، فذلك يساعد في إخراجه من عقلك.
  • مارس التأمل، إذ إنه يعمل على تهدئة العقل وتخليصه من الأفكار المتزاحمة فيه، وهنا نذكرك بتحميل تطبيق توازن للاستفادة مما فيه من معلومات شاملة عن أنواع التأمل المختلفة والاستمتاع بمجموعة من البودكاست والتأملات.
  • لا تفرط في محاولة عدم التفكير في الماضي، فذلك يفضي إلى نتائج عكسية، أي أنه يزيد من هذا التفكير.