يهرب المعظم إلى الفراش ليلًا، ليُزيل ما أثقله النهار على كاحليه، ويُذيب هموم الحياة التي أرهقته خلال يومه، ويريح جسده المُتعب من العمل خلال ساعات النهار، فأفضل طريقة للتعافي من تعب النهار هو الخلود إلى النوم في الليل، وذلك حتمًا ليست الفائدة الوحيدة للنوم، فعلاقة النوم بالصحة الجسدية والعقلية وطيدة، والسؤال هو هل الحرمان من النوم يجعلك سيئاً في عملك؟
هل الحرمان من النوم يجعلك سيئاً في عملك؟
هل الحرمان من النوم يجعلك سيئاً في عملك؟ بالطبع نعم، فالنوم ضروري للحفاظ على المهارات المعرفية كالتذكر، والتواصل، والإدراك، واتخاذ القرار، والمرونة في التفكير، والقدرة على الحفظ، والتنظيم والإبداع، وجميعها مهارات لازمة في أداء العمل وإنجازه بشكل جيد.
إذ عدم حصول الجسم على قسط كاف من النوم بشكل تراكمي ومع مرور الزمن يؤثر بشكل كبير على هذه المهارات المعرفية، جنبًا إلى جنب في ملاحظة التدهور العام في مستوى الأداء، وضعف في التركيز، والشعور بالتوتر والقلق على الدوام.
إضافة إلى ذلك فإن النوم بما يقل عن 7-9 ساعات يوميًا يؤثر على صحة الإنسان، فيُصبح أكثر عُرضة للإصابة بأمراض القلب، والضغط، والسكري، وغيرها، لذا فإنّ النوم هام جدًا للحفاظ على جودة العمل، فالنوم لبضع ساعات قليلة حتمًا سيؤثر على جودة العمل ويجعلها ركيكة ضعيفة.
تحسين الأداء الوظيفي بالنوم الجيد
بعد الإجابة عن السؤال لا بد من إجراء بعض التغيرات التي من شأنها المساعدة في الحصول على النوم الكافي الذي يؤثر على جودة العمل، وإنجاز المهام، وذلك من خلال الخطوات الآتية:
- إعادة تقييم الأولويات: من الشائع التضحية بساعات نوم كافية مقابل إنهاء العمل، أو السهر على مواقع التواصل الإجتماعي أو مشاهدة فيلم، دون الأخذ بعين الاعتبار الآثار الجانبية التي تُسببها قلة النوم، فسارع إلى تقييم أولوياتك وضع لكل عمل وقت محدد دون تجاوز الوقت الخاص بالنوم.
- كُن واقعيًا: توجب بعض الأعمال البقاء مستيقظًا خلال ساعات الليل، وبذلك لا يُمكن للجميع التحكم في هذا، وبالتالي تتعارض هذه المشكلة مع ساعات النوم المثالية، ولكن حاول أن تجد أي فرصة للنوم عند المناورة، وإن لم يُتاح لك الأمر، يُمكن الحصول على بعض النصائح التي تُساعد في الاستيقاظ خلال الليل والعمل بشكل نشيط.
- عزز العادات الإيجابية قبل النوم: اخلد إلى النوم في نفس الساعة يوميًا، واحرص على أن يكون المكان نظيفًا هادئًا، ذو إضاءة خافتة.
- تحدث إلى اخصائي: يُمكن استشارة أخصائي ذو خبرة للمساعدة في علاج المشكلات المتعلقة بالنوم، وتقديم المشورة والمساعدة في وضع خطة لتنظيم النوم.
التأمل وعلاقته بالنوم الجيد
يُفيد التأمل في الحصول على نوم مريح، مما ينعكس ذلك إيجابًا على العمل، فيجعل الإنسان قادرًا على العطاء، والإنجاز والتركيز، والتخطيط خلال ساعات الدوام الرسمية، لذا يُنصح بممارسة التأمل قبل النوم.
كما وينصح بممارسة التأمل خلال وقت الراحة في العمل لمدة 10 دقائق، هذا من شأنه الشعور بالإنتعاش، وتنشيط الذاكرة، والقدرة على اتخاذ القرارات بشكل أفضل، كما يجعل الإنسان مفعمًا بالحيوية والنشاط والطاقة الإيجابية.