نتعرض يوميا في حياتنا إلى الضغوط النفسية، وذلك يعد أمرا طبيعيا، لا سيما في عصرنا الحالي الذي يتسم بالتسارع وكثرة الالتزامات. وهنا يتبادر إلى الذهن السؤال ‘هل الضغوط النفسية تسبب أمراضا؟’ ولتعرف الإجابة عنه، عليك بقراءة هذا المقال.
هل الضغوط النفسية تسبب أمراضا عضوية؟
الإجابة عن هذا السؤال باختصار هي ‘نعم’، فعندما تكون الضغوط النفسية شديدة أو مستمرة، فإن الجسد لا يستطيع التعامل معها، مما يؤدي إلى زيادة احتمال الإصابة بأمراض عضوية مختلفة أو زيادة شدة هذه الأمراض في حالة وجودها أصلا. وتتضمن أبرز هذه الأمراض العضوية الآتي:
- أمراض القلب والأوعية الدموية: يعود ذلك جزئيا إلى أن الضغوط النفسية تؤدي إلى حدوث تسارع في ضربات القلب، فضلا عن تضيق بعض الأوعية الدموية وتوسع بعض آخر منها.
- الزكام: وذلك نتيجة لما تسببه الضغوط النفسية من ضعف في جهاز المناعة، أي أن الفرد يكون أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المُعدية التي تشمل الزكام عند تعرضه إلى هذه الضغوط.
- مشكلات الجهاز الهضمي: إذ إن الضغوط النفسية تؤثر سلبا في حركة الأمعاء، مما يزيد احتمال الإصابة باضطرابات تشمل متلازمة القولون العصبي (Irritable bowel syndrome – IBS) والارتجاع المعدي المريئي (Gastroesophageal reflux disease – GERD)، وتزيد من شدتها في حالة وجودها.
- مرض السرطان: يقع التعرض إلى الضغوط النفسية ضمن العوامل المسببة للسرطان، وذلك فضلا عن عوامل أخرى عديدة. ويرى بعض الخبراء أن ذلك قد يكون ناجما عمّا تؤدي إليه هذه الضغوط من تنشيط لرد الفعل الالتهابي في الجسد، فضلا عن الحث على إطلاق هرمونات معينة تزيد من احتمال حدوثه.
هل الضغوط النفسية تسبب أمراضا نفسية؟
هذا السؤال أيضا الإجابة عنه هي ‘نعم’، إذ يزيد التعرض إلى الضغوط النفسية المزمنة من احتمال الإصابة باضطرابات نفسية مختلفة أبرزها الاكتئاب والقلق. وقد وجدت إحدى الدراسات أن الأفراد الذين يعانون من ضغوط نفسية مرتبطة بالعمل كان احتمال إصابتهم بالاكتئاب خلال سنوات قليلة أعلى من أقرانهم بنحو 80%.
كيف تواجه الضغوط النفسية؟
بعد أن عرفنا الإجابة عن السؤال هل الضغوط النفسية تسبب أمراضا، تجدر الإشارة إلى أن ممارسة أساليب مواجهة هذه الضغوط تساعد في التقليل من احتمال الإصابة بهذه الأمراض. وتشمل أبرز هذه الأساليب الآتي:
- ممارسة الرياضة: تعمل ممارسة أي نشاط جسدي من أي نوع كان على التخفيف من مستويات الضغوط النفسية، فضلا عن تحسين المزاج وغير ذلك من الفوائد.
- تناول الغذاء الصحي: يساعد الالتزام بتناول الغذاء الصحي المتوازن في تحسين صحة الجسد ليتمكن من مواجهة الآثار السلبية للضغوط النفسية والتغلب عليها.
- ممارسة التأمل: يمنحك التأمل شعورا بالهدوء العقلي بعيدا عما تفضي إليه الضغوط النفسية من أفكار متزاحمة، وذلك يساعدك في مواجهة تلك الضغوط. ونذكرك الآن بتحميل تطبيق توازن الذي يحتوي على معلومات شاملة عن التأمل بأنواعه المختلفة، إضافة إلى مجموعة من التأملات والبودكاست.