عندما تتخلل الشكوك لعقولنا، وتبدأ المشاعر المتذبذبة باللعب في دقات قلوبنا، وتُصغي آذاننا لما يجب فعله بشكل مخالف عمّا نريده، فهذا يعني أنّ ناقوس الخطر قد دق، واهتزت مشاعر الثقة، وأثرت على ما يجب فعله في الواقع، فالسؤال هو ماذا لو كنت لا تعرف من هي نفسك الحقيقية؟ هل تتعلم من تجاربك؟ هل تستطيع أن تكون صادقًا مع ذاتك؟ فقد تمتلك عملًا ووظيفة وعائلة وأصدقاء، ولكنك في الواقع تؤمن أن هنالك نقص ما، فكيف يُمكن أن تكون صادقًا مع نفسك لتكمل مسيرة الحياة؟ موقع توازن يُجيبك عن هذا السؤال في المقال الآتي.

ماذا لو كنت لا تعرف من هي نفسك الحقيقية؟

قد تمر الأيام والأشهر وحتى السنين، دون أن تدرك حتمًا أنك لا تعرف نفسك الحقيقية، إذ أنّ جسر التواصل مع ذاتك ملغم بالعواطف والمشاعر ومشاغل الحياة، ولكن وما إن تجلس مع ذاتك وتبدأ بسرد أحداث سنواتك، ستكتشف الخبايا والخوف الذي لم تتوقعه أبدًا، إلّا وإن كنت صادقًا مع ذاتك وتعرف نفسك الحقيقية، وتحترم ذاتك، وتؤمن بنفسك وبقدراتك وإن كانت بسيطة.

هل أنت صادق مع نفسك؟

هنالك عدّة إشارات تدل على أنك لا تعرف نفسك الحقيقية، أهمها:

  • الشعور بالروتين، وفقدان الشغف والحماس للحياة، والشعور على الدوام بالانشغال دون فائدة.
  • الإيمان بالمعتقدات المحدودة، والخوف من الفشل أو الصداقة أو الاحترام.
  • الشكوى باستمرار عن أي موضوع له صلة بذاتك، ومن الأمثلة على ذلك، الشكوى من الوظيفة أو الشكوى من عدم وجود الصداقة المثلى.
  • عدم القدرة على النقد الواضح والصريح، المبني على الرأي السديد والخبرة المتينة.

كيف تكون صادقًا مع نفسك؟

ما إن شعرت وأنك لا تعرف نفسك الحقيقية، سارع لتكن صادقًا مع نفسك، وإن كانت الإجراءات مؤلمة لحظيًا، فالنتيجة ستسعدك كليًا على الأمد البعيد، فكيف تكون صادقًا مع نفسك؟

  • الشجاعة: كُن شجاعًا وتحلى بروح المواجهة الحقيقة، ولا تسمح بأن تكون ضعيفًا، وواجه مخاوفك ولا تسمح لها بالتخلل بين ثنايا جسدك، ومن الأمثلة على ذلك مواجهة شخص ما بموقف قد أزعجك يومًا ما.
  • فكر في قراراتك: يفيد قضاء الوقت مع الذات في تكوين شخصية صادقة، إضافة إلى الشعور بالرضا والامتنان، فجرب كتابة الأحداث اليومية في دفتر مذكرات، وطرح أسئلة والإجابة عليها، مثل ماذا فعلت اليوم؟ ماذا سأفعل هذا بشكل أفضل؟ كيف ساعدتني ردود أفعالي بالوصول إلى أهادفي، وما إلى ذلك من أسئلة تُساعدك على اكتشاف ذاتك.
  • صوّر مستقبلك: تخيل وأنّك بلغت السبعين من العُمر، وابدأ بمحاسبة ذاتك والتفكير بأفعالك على أنّها ماض من الزمن البعيد، وانظر للأمور بزوايا مختلفة واحكم عليها بشكل موضوعي وحيادي.
  • تطوير الوعي الذاتي: قد تقول لأحدهم أنت تعرفني أكثر من ذاتي، وتلك العبارة صحيحة، حيثُ قد يرى الآخرون ذاتنا بطريقة لا نرى فيها أنفسنا، لذا يجب أن تكون مستعدًا لطلب آراء خارجية وأخذ المشورة والنصح لتعرف نفسك الحقيقة.
  • إعطاء الأولويات: وازن بين عقلك وجسدك وعاطفتك، واجعل مساحتك تفوق أي شي، وذلك ليس من الأنانية، بل اجعل لكل أمر وزن.