أجيال وراء أجيال، فتكثر الاختلافات وتظهر المقارنات، فيسلك الأبناء طريقًا مغايرًا للآباء، فتظهر فجوة بينهم تعكر صفو الحياة، إذ أنّ هناك فجوة بيني وبين أطفالي يجب تقليصها والتخلص منها قدر الإمكان، فتابعوا معنا قراءة المقال الآتي لتتعرفوا على أهم الأسباب لوجود الفجوة بين الأبناء والآباء وكيفية علاجها.
هناك فجوة بيني وبين أطفالي
هناك فجوة بيني وبين أطفالي فالفرق في العمر يُسبب فجوة بين الأجيال، تجعل الآباء والأبناء كل في حياة، وكأن كلًا منهما يمسك طرف الحبل معاكسًا للآخر، بأفكاره ومعتقداته وآرائه، فتتوسع الفجوة مع مرور الزمن، فتفتقر الحياة للغة حوار مشتركة فيما بينهم، وتقل مشاعر التحفيز والتجشيع ، فيؤثر ذلك على النمو المعرفي والعقلي لدى الطفل في غياب التفاعل العاطفي مع الوالدين، ويؤثر ذلك على تفكير الوالدين إذ يصبحا على الدوام يفكرا بما سيفعلانه مع أطفالهم للحد من هذه الفجوة.
أسباب وجود الفجوة
هنالك فجوة بيني وبين أطفالي فما هي أهم أسباب وجود هذه الفجوة:
- قلة التفاهم: مع مرور الزمن واختلاف الأجيال، أصبحت طريقة التفكير مختلفة أيضًا فجيل الآباء يُفكر بطريقة تُلاصق زمنهم، وجيل الأبناء يفكرون كهذا العصر التكنولوجي المتطور، مما يخلق لغات حوار مختلفة وربما متعاكسة أحيانًا.
- قلة الصفح عن الأخطاء: يحبُ الأبوين أن يكون أطفالها في أفضل حال ويحرصان على أن يكون طفلهما يسير بطريق مستوٍ، وهما على الدوام يصححا جميع ما يرتكب من أخطاء، ولكن الطفل وبوجهة نظره يرغب أن يمر بالتجارب المختلفة حتى وإن أخطأ إذ يجب أن يتعلم من أخطائه دون أن يتم تجريده أو معاقبته ما لم يكن الخطأ كبيرًا أو مؤثرًا.
- اختيار طريق الأطفال: غالبًا ما يميل الأهل إلى خلق نسخة طبق الأصل من ذاتهم، إذ يزرعوا في أطفالهم منذ الصغر ما يرغبا أن يكون، دون مراعاة ما يحبذ الطفل أو ما يميل إليه، حيثُ يرسم الأهل طريق الطفل ويجبرانه على المسير به.
- كثرة المقارنات: تتوسع الفجوة بيني وبين أطفالي عندما تكثر المقارنات، إذ يفقد الطفل بذلك ثقته بنفسه، ويقتل شغفه وحماسه مهما كان.
- قلة قضاء أوقات مع الأطفال: نظرًا لمشاغل ومتاعب الحياة المختلفة، فإنّ الآباء يفتقرون للجلوس وقتًا كافيًا مع أطفالهم للاستماع لهم، ولمشاركتهم أنشطتهم، وهذا يؤدي إلى شرخ العلاقة والتواصل والتفاعل بين الأهل والأبناء.
علاج الفجوة بيني وبين أطفالي
هنالك فجوة بيني وبين أطفالي يُمكن علاجها باتباع النصائح والإرشادات الآتية:
- العقل المنفتح: يجب الإيمان بأنّ الأطفال ليسو نسخًا عن الأهل، فكل له طريقة تفكير منفصلة ومختلفة تمامًا، حتى وإن ظن الأهل أنّهم على صواب لأنهم قد مروا بالفعل بسن طفلهم الحالي، ولكن العصر قد اختلف، ونظرة المجتمع لبعض الأمور قد تغيرت، فبعض الأمور ربما قد كانت غير مقبولة في عصر الآباء، وتغيرت وأصبحت مقبولة في عصر الأبناء.
- الحفاظ على التواصل والحوار: بجب قضاء وقت مع الأطفال للاستماع لأحداثهم اليومية، ولمناقشتهم ولأخذ رأيهم في بعض الأمور، فذلك من شأنه تعزيز ثقة الطفل بنفسه وبعائلته، بالإضافة إلى تذويب الحواجز بينهم، كما وبهذه الطريقة يُمكن معرفة كل ما يفكر به الطفل على الإطلاق.
- حسن الاستماع والإصغاء: يجب أن يكون الأبوين مصغين تمامًا عندما يبدأ طفلهما بالتحدث معهما، دون مقاطعته، كما يجب الابتعاد عن إلقاء المحاضرات والتعليمات المملة على الأطفال حتى وإن كان ما يتحدث به خاطئًا وغير مقبولًا، إذ يمكن علاج ذلك بالحوار والنقاش والوصول إلى نقطة يلتقي الطرفان بها بشكل صحيح.
- ضع نفسك مكان طفلك: سد الفجوة بيني وبين أطفالي تحتاج لأن أضع نفسي في مكانهم، وأحاول التفكير كما يفكرون، لأتوقع وأتنبأ بما سيفعلونه، أو على الأقل لألمس مشاعرهم قدر الإمكان.
- إظهار الحب غير المشروط: داوم على إظهار الحب للأبناء، لتنعم بنتيجة مماثلة من الأبناء، فذلك أكبر محفز لسد الفجوة بين الآباء والأبناء.