هل تتخيل عزيزي أن بضعة دقائق من ممارسة التأمل يوميًّا، كفيلة بزيادة معرفتك بنفسك والعيش من أجلك ومن أجل راحتك! سيتم مناقشة دروس تعلمناها من التأمل في مقالنا هذا. 

دروس تعلمناها من التأمل

تتنوع الفوائد والدروس التي تعلمناها من التأمل على الصعيد الشخصي والعاطفي والاجتماعي ومختلف مجالات الحياة، وفيما يأتي أهمها:

  • التصالح مع الذات

عند الحديث عن أهمية التأمل لا بد من ذكر أهمية الوصول إلى حب النفس والتعاطف معها بعيدًا عن جلد ولوم الذات باستمرار، والذي يُفقدك الشغف والرغبة في العطاء سواء لنفسك أو للآخرين من حولك. 

فالتصالح مع الذات يدفعك إلى تحرير الأفكار المتعلقة في الحكم على نفسك والقسوة عليها، وبالتالي الابتعاد عن الحكم على الآخرين ومقاضاتهم بلا مبرر. 

  • الاهتمام بالنفس

يُعلّمك التأمل الاهتمام بنفسك والتفكير في احتياجاتك الجسدية والعاطفية والنفسية؛ إذ إن حرصك على ممارسة تمارين التأمل المختلفة ولو لوقت بسيط خلال اليوم، يمنحك الدافع للعناية بنفسك قليلًا وتقديم الأولوية في تلبية احتياجاتك ومشاعرك واحترامها والإصغاء إلى الصوت في داخلك. 

فالهدف السامي من ممارسة التأمل هو تحقيق السلام والراحة والاسترخاء، وذلك بالجلوس مع نفسك والتفرغ إليها بكل هدوء وسكينة بعيدًا عن ضوضاء الحياة ومشاغلها. 

  • الوعي بالذات

يعتبر الوعي والنهوض بالذات من أهم الدروس التي تعلمناها من التأمل، وذلك من خلال إيجاد التوازن الدقيق بين الجسد والعقل، والقدرة على التحكم في الأفكار التي تتولد بشكل مستمر وتقبّل الأفكار الماضية المزعجة وتجاوزها بكل سلاسة، وبالتالي تنمية مهارة التركيز على الحاضر والمستقبل وخلق الحافز للإبداع والابتكار. 

  • إدارة الأفكار

قد تشعر عند ممارسة التأمل لأول مرة وكأنك تحارب أفكارك وتدخل في معركة معها، ولكن بعد عدة جلسات بسيطة ومع التدريب على تقنيات التأمل تتوضح لك الصورة بشكل أفضل وتستفيد أيما استفادة، حيث أن التأمل يقوم على التصالح مع الأفكار السلبية وعدم رفضها أو محاربتها، على العكس تمامًا تتقبلها وتسعى إلى التحسين منها والتطوير بما ينفعك ويحقق لك السعادة التي تحتاجها. 

والجدير بالذكر أن فائدة إدارة أفكارك لا تحدث فقط خلال جلسة التأمل، بل تظهر في طريقة تعاملك مع المواقف التي تطرأ خلال يومك، وتعلمك كيف تراقب تدفق أفكارك الإيجابية والسلبية على حدٍ سواء، إضافةً إلى الحد من ردود أفعالك تجاه الأحداث وتجعلك أكثر يقظةً وهدوءً. 

  • الاستمتاع بما تملك

من ألطف الدروس التي تعلمناها من التأمل هي تعزيز مشاعر الامتنان والتقدير لكل ما تملك بسيطًا كان أم غنيًّا، حيث أن ممارسة تقنيات التأمل المتنوعة تركز على الإنصات إلى نفسك والتأمل في جسدك وكل ما حولك ماديًا أو الأشخاص المحاطين بك، وبالتالي الاستمتاع بحياتك الاجتماعية والعاطفية والشخصية كما هي. 

  • التحلي بالصبر 

الصبر هو مفتاح التأمل، وتحديدًا إذا كنت مبتدئًا في التأمل، إذ أنك تتوقع الوصول إلى نتائج مبهرة خلال الجلسات القليلة الأولى وهذا بالطبع غير دقيق، فلا بد من ممارسة العديد من الجلسات المنتظمة والمستمرة للحصول على الأهداف التي تسعى إليها حقًا، لذا فإن التأمل يعلمك كيف تصبر وتنتظر النتيجة بكل حماس وهدوء. 

  • التخيل 

ينمي التأمل مهارة التخيل لديك، من خلال ممارسة بعض التقنيات التي تستخدم التخيل الإيجابي مثلًا الانتقال بوعيك إلى المكان الذي تريد وسماع الصوت الذي يريحك وهكذا، مما يساعدك على تفعيل هذه المهارة في حياتك المهنية والعملية وهي المدخل نحو الإبداع. 

  • التوقعات المنطقية

يعلمك التأمل كيف تتوقع باتزان ومنطق؛ فلا ترفع سقف التوقعات ولا تنتظر الكثير من النتائج خاصةً في بدايته، وهذا ينعكس تلقائيًّا على أسلوب حياتك في التعامل الواقعي والتفكير المنطقي للأمور. 

  • التأمل هو تمرينك العقلي

يجب أن تدرك أن التأمل تجربة شخصية وذاتية خاصة بك مختلفة عن تجارب الآخرين، وتذكر أن كل تمرين في التأمل يعطي درسًا مختلفًا في الحياة لذا يجب أن تبحث عن ما تريده وتعرف هدفك جيدًا؛ فالتأمل في حقيقة الأمر هو تمرينك العقلي والنفسي للوصول إلى حياة صحية ومتزنة.