يمر العديد من الأشخاص بتجارب مؤلمة وربما صادمة، قد توّلد اضطرابات تؤثر على أداء المهام اليومية أو على جودتها، تعرف بمصطلح اضطراب الآنية. تعرف معنا في هذا المقال على أهم المعلومات حول الموضوع.

 ما هو اضطراب الآنية؟

اضطراب الآنية أو كما يُعرف بتبدد الشخصية هو مرض نفسي ينتمي إلى الاضطرابات الانشقاقية التي يشعر فيها الشخص بانفصال عن الجسد والفكر والبيئة المحيطة، مما يوّلد شعوراً بوهمية الحياة وكأنها حُلم مزعج يتناوب مروره على الشخص بفترات مختلفة ومستمرة، إذ يُدرك مضطرب الآنية أنّ ذلك الشعور غير حقيقي ولكنه ملاصق له على الدوام، مما يُعيق استمرارية الحياة بشكلها الطبيعي.

أعراض اضطراب الآنية

تُصنف أعراض هذا الاضطراب إلى قسمين، أعراض تبدد الشخصية، وأعراض الغربة عن الواقع، وقد يُعاني الشخص من أحدهما أو كلاهما:

أعراض تبدد الشخصية

تتمثل بالآتي:

  1. خلّو الذكريات من العواطف.
  2. افتقار القدرة على التحكم بالأقوال أو الأفعال الصادرة.
  3. الشعور بالخدر في العقل أو الجسم.
  4. الشعور بالانفصال عن النفس وكأن الذات خارج الجسد.
  5. رؤية أجزاء من الجسد بأحجام مغلوطة ووهمية.

أعراض الغربة عن الواقع

وهي كالآتي:

  1. الشعور بالغربة في البيئة المحيطة وكأنّ الحياة كالحلم.
  2. الشعور بالانفصال عن العالم الخارجي، وكأنّ هناك حواجز يُمكن من خلالها رؤية المحيط دون القدرة على التواصل معه.
  3. الشعور بوهمية البيئة المحيطة، وكأنّها مادة بعيدة أو قريبة أو كبيرة أو صغيرة، بحسب ما يتصور مضطرب الآنية.
  4. اضطراب بإدراك الوقت، فقد يشعر مضطرب الآنية أنّ الحاضر ماضي ورحل منذ زمن بعيد أو أنّ الماضي هو الحاضر وقد حدث بوقت قريب.

 أسباب اضطراب الآنية

تلعب العوامل النفسية والبيئية والوراثية دورًا أساسيًا بالإصابة باضطراب الآنية، ولكنّ هذا التشوش النفسي يكثّر مصابيه عند التعرض لصدمات نفسية أو أحداث مؤلمة كالحروب، أو التعرض للحوادث، أو المرور بكوارث مختلفة أو الإصابة بالعنف الشديد، أو التعرض لنبذ أو سوء في المعاملة، أو التنمر بمختلف أشكاله.

علاج اضطراب الآنية

يتوجب علاج الشخص المُصاب باضطراب الآنية، لا سيما وإنّ كان الشعور مستمر ومرهق ومتكرر الحدوث، وذلك باتباع الطرق الآتية:

  • العلاج النفسي

يعد العلاج النفسي أو كما يُعرف بالعلاج بالحوار أساسيًا للتخلص من أعراض اضطراب الآنية، والتي يتم فيها زيارة الطبيب المختص لعدّة جلسات والتحدث معه عن الأسباب والأعراض التي أصيب بها المرء ومحاولة الكشف عن الأفكار المرتبطة بها، لمواجهتها والتخلص من المشاعر السلبية المحيطة بها.

  • التأمل والاسترخاء

يجبُ على مُضطرب الآنية ممارسة رياضة الاسترخاء والتأمل كاليوغا، إذ يتوجب قضاء أوقات منفردة بمصارحة الذات ومواجهة القلق والتوتر الدائم، ومقاومة المشاعر السلبية، وتجاوز الأعراض المرتبطة بهذه الاضطرابات.

  • التنويم المغناطيسي السريري

والذي من خلاله ينتقل فيه مضطرب الآنية بين ذكرياته وأفكاره ومعتقداته، من خلال الاسترخاء الشديد والتأمل والتركيز المكثف على الأعراض والأسباب المؤدية لمرضه، مما يصبح لديه القدرة على التحكم بشكل أفضل التحكم في ذاته وأفكاره المختلفة.

  • الأدوية

لا تتوفر أية أدوية لعلاج اضطراب الآنية، ونظرًا لمصاحبة أعراضها بالشعور بالقلق والاكتئاب، فيُمكن المساعدة بالعلاج باستخدام الأدوية المضادة للاكتئاب والقلق.