كالصخرة يُصبح المرء أحيانًا، خاليًا من المشاعر والأحاسيس، خاملًا، جامدًا، متصلبًا، متفردًا، لا يتذوق للحياة نكهة لفترة قد تطول أو تقصر، حسب ما مرّت به من ظروف أدت به نهاية المطاف إلى ذلك، فما هو جمود المشاعر والأفكار، وأسبابه وأعراضه، وطرق علاجه؟

ما هو تبلد المشاعر؟

جمود المشاعر أو تبلد المشاعر هي إحدى الحالات النفسية التي تصيب المرء جراء التعرض لصدمات نفسية أو مرضية، يفقد بها القدرة على التحكم بعواطفه والبوح بها، وكأنّه مصاب بشلل في التعبير عن مشاعره بشكل لفظي أو غير لفظي، إذ يتجنب الآخرين، ويتجنب الحديث عن أيّة عواطف متصلة بالمشاعر والأحاسيس.

أسباب تبلد المشاعر

تتعدد أسباب الإصابة بجمود المشاعر والأفكار، أهمّها الآتي:

  1. تناول بعض الأدوية التي تؤثر على الحالة المزاجية، كأدوية الأمراض النفسية.
  2. إدمان الكحول أو المواد المخدرة.
  3. التعرض لأزمات نفسية، كالطلاق، أو موت أحد أفراد العائلة أو المقربين.
  4. الإصابة بإحدى الأمراض النفسية المزمنة، كالتوحد، أو الفصام، أو اضطراب ثنائي القطب، أو اضطراب الشخصية الانعزالية، أو الاكتئاب، أو تلف الدماغ، أو اضطراب ما بعد الصدمة، أو اضطراب تبدد الشخصية
  5. الذكريات والماضي المرتبط بأحداث سيئة يصُعب نسيانها
  6. التعرض للتنمر أو القمع أو الخوف من العائلة أو الزملاء
  7. صعوبة التواصل والتعامل مع الآخرين.
  8. فقدان الثقة بالنفس، و بالأشخاص المحيطة.

أعراض تبلد المشاعر

يُصاحب جمود المشاعر أعراض تُفقِد الشخص شعوره بالحياة، منها:

  1. الإصابة بالصمت الدائم.
  2. قلّة التركيز، وبطء التفكير.
  3. فقدان القدرة على التعاطف مع الآخرين أو الإحساس بهم.
  4. فقدان الشعور بالرغبة بالحياة.
  5. افتقار حياة الشخص المصاب بجمود المشاعر والأفكار بالأمل والشغف.
  6. مساواة مشاعر الحزن والفرح، وكأنّ كلاهما له تأثير مماثل.
  7. افتقار القدرة في التعبير عن المشاعر، والعجز عن البكاء أو الضحك.

 علاج تبلد المشاعر

هنالك العديد من الطرق لعلاج جمود المشاعر والأفكار ، أهمها:

  1. التأمل وممارسة تمارين الاسترخاء كاليوغا، لما لها تأثير مباشر في تغيير الحالة النفسية، وتحسين المزاج، وتعزيز الصحة، وتحفيز الطاقة الإيجابية.
  2. ممارسة التمارين الرياضة التي لها دور كبير في التخلص من القلق والتوتر الملازم لجمود المشاعر والأفكار، كما أنّ الرياضة  تساعد في إفراز هرمون السعادة، وتجعل للفرد حاجزًا بينه وبين مشاكل الحياة المختلفة.
  3. تناول الطعام الصحي الذي له تأثير كبير في تعديل الحالة النفسية، حيث يتمتع الشخص بصحة جيدة مما يجعله مُقبًلا على الحياة بعيدًا كل البعد عن جمود الأفكار والمشاعر.
  4. الحرص على النوم لما لا يقل عن 8 ساعات يوميًا، إذ ينعكس النوم الصحي على الحالة النفسية، فقلّة النوم تُحفز الشعور بالعصبية، والمزاج السيئ، وتعزز الرغبة بالصمت الدائم.
  5. الاستمتاع بالطبيعة واستنشاق الهواء الطلق والروائح المنعشة، إذ أنّ هذه الأمور جميعها تُحسن الحالة المزاجية للمرء.
  6. ممارسة الهوايات المفضلة، والاستماع للموسيقى الهادئة.
  7. تجنّب مسببات القلق والتوتر، حيث يجب الابتعاد عن الأشخاص السلبيين، والأماكن غير المحببة.
  8. توسيع الدائرة الاجتماعية والتعرف على أصدقاء جُدد يتشاركون الميول، والهوايات، والاهتمامات ذاته، مما يُساعد الشخص في التخلص من جمود المشاعر والأفكار، والبوح عمّا يجول بخاطره مع هؤلاء الأصدقاء الجدد.