تشتمل فوائد التأمل على تهدئة النفس من الضغوطات والتقليل من التوتر والقلق النفسي الناجم عن مشاكل الحياة وتصفية الذهن من الأفكار السلبية والمواقف المزعجة، ولكن العلاقة كبيرة بين أمراض السرطان والتأمل حيث توجد عدة فوائد مخصصة لمرضى السرطان والتي سيتم مناقشتها في هذا المقال. 

أهمية أمراض السرطان والتأمل

لا شك أن التأمل له فوائد نفسية وصحية وجسدية عديدة على الشخص، ولعل أبرزها علاقة أمراض السرطان والتأمل معًا في دعم مريض السرطان نفسيًّا وتقوية عزيمته وتتمثل هذه الأهمية في بعض النقاط الرئيسية كالآتي: 

  • التقليل من أعراض الاكتئاب والقلق النفسي

يعاني معظم مرضى السرطان من أعراض القلق والاكتئاب نتيجة العلاج الطبي المستمر، ولكن تكمن أهمية العلاج النفسي في ممارسة التأمل واليقظة باستمرار لمعالجة أعراض الاكتئاب والقلق والتخفيف منها. 

يمكن لمريض السرطان الاستعانة بجلسات التأمل التي أثبتت فعاليتها في التخفيف من أعراض القلق والضغط النفسي وكذلك الاكتئاب كجزء من رحلة علاج هذا المرض، من خلال تطبيق ما يُعرف mindfulness-based stress reduction MBSR أي الحد من التوتر بناءً على ممارسة اليقظة الذهنية بالجلوس والتركيز اليقظ في الجسم والتنفس، ومن أهم الفوائد التي تعود على مريض السرطان ما يأتي: 

  1. يساعد المريض على معرفة طبيعة التفاعل مع الإجهاد والتوتر، وبالتالي تحسين التعامل معه وزيادة الوعي في التأقلم مع الحالة الصحية. 
  2. يساهم العلاج بالتأمل في التخفيف من الضغط النفسي وتحسينه خاصةً لدى مرضى سرطان الرئة. 
  3. يحسّن الحالة المزاجية والنفسية لدى مختلف مرضى السرطان إضافة إلى مرافقيهم خلال رحلة العلاج وكذلك الأشخاص الذين تعافوا من المرض. 
  4. يساهم في انخفاض مستوى التوتر والقلق والاكتئاب والأعراض المصاحبة، والآثار السلبية التي يُخلّفها العلاج الكيميائي. 
  5. يقلل التأمل من هرمونات التوتر والقلق التي يفرزها جسم المريض خاصةً مرضى سرطان الثدي والبروستاتا. 
  6. يساعد التأمل على انخفاض مستوى السيتوكينات وهي عوامل التهابية نتيجة المرض مما يؤثر على كيفية وجودة استجابة المرضى للسرطان. 
  • يقلل من اضطرابات النوم

يواجه مريض السرطان صعوبة في النوم وأرق مستمر نتيجة التفكير والخوف المزمن على نفسه وصحته ومستقبله، لذا يساعد التأمل على تحسين نوعية النوم والتخفيف من الأرق والأفكار المزعجة. 

  • تثبيط الألم المرافق للمرض 

تعتبر ممارسة التأمل بانتظام مهمة في التخفيف من الآلام الناتجة من السرطان، كما يمكن التخفيف من عدد الأدوية المسكنة التي يحتاجها المريض لتجاوز الألم وعدم الشعور به عند الالتزام بجلسات التأمل. 

مواجهة الإرهاق والتعب المرافق لمريض السرطان

لعلك تتساءل كيف يواجه مريض السرطان التعب الجسدي والنفسي الناتج عن العلاجات الكيميائية والإشعاعية؟ وإجابة هذا التساؤل توضح أهمية العلاقة بين أمراض السرطان والتأمل في التغلب على الإرهاق الناتج من المرض نفسه ومن الأدوية والمسكّنات التي يأخذها المريض باستمرار، وهذه بعضًا من النصائح العامة في ممارسة التأمل والتقليل من التعب والأرق: 

  • أخذ قسطًا من الراحة: لا بد أن يحدد مريض السرطان وقتًا محددًا للاسترخاء يوميًّا من خلال ممارسة الأنواع المختلفة من التأمل كالتنفس العميق وغيرها؛ فهذا يساعد على تعزيز مشاعر الامتنان والرضا النفسي مهما كانت الحالة الصحية. 
  • التقليل من وقت النوم نهارًا: إلى جانب ممارسة التأمل باستمرار يفضّل التقليل من وقت القيلولة خلال النهار وذلك لتحسين جودة النوم والتخفيف من الأرق والسهر قدر المستطاع. 
  • الالتزام في ممارسة التأمل: وخاصةً اليوغا حيث تساهم في تحقيق التوازن بين الجسد والعقل معًا. 
  • الذهاب إلى معالج نفسي إن لزم الأمر: أو التسجيل في مجموعات الدعم النفسي لمرضى السرطان والاستماع إلى التجارب الناجحة في التعامل مع المرض وتجاوز المشاعر السلبية المصاحبة له.