تختلف المشاعر الإنسانية التي يعيشها الإنسان خلال حياته، ولكن يتفق الجميع على أهمية البحث عن مفهوم السعادة وعيشها، وقد يختلف الأفراد في تعريف السعادة وكيفية السعي إليها، فالبعض يرى السعادة مالاً، والبعض يراها في تحقيق الذات، ويراها جزء آخر العمل، أو الزواج، أو هدوء البال، أو غير ذلك مما يُجمع عليه الناس، ومع أنّ الأمر به سعة إلا أنّ بعض القيم قد تكون باباً لفهم السعادة وأدواتها، إذًا كيف أكون سعيدا؟ وما هي أهم الأفكار الواجب التمعن بها؟
كيف أكون سعيدا: نصائح لبناء الرضا
هل السعادة وصفة سحرية يمكننا إضافتها لحياتنا لتصبح بذات الروعة التي نحلم بها؟ لنتفق أولاً على أنّ مفهوم السعادة هو أمر نسبي يحتاج منا إلى الرضا أولاً وتقبل ذواتنا على ما هي عليه، فالسعادة لا تأتيك بكبسة زر إنما هي بذرة تحتاج منك زراعتها لتحصد أجمل ما فيها، ابدأ بالرضا أولاً لتكتشف طريق السعادة، تقبل ذاتك وتصالح مع نفسك.
كيف أكون سعيدا: وجهة نظر العلم
من وجهة نظر العلم تعود النسبة الأكبر لاختلاف آراء الأفراد حول السعادة والإحساس بها إلى طبيعة شخصياتهم، والأفكار والسلوكيات التي يتخذونها ويستطيعون تغييرها، بالإضافة إلى طريقة تعاطيهم مع الأحداث والمجريات، أما النسبة الصغيرة المُتبقية للإحساس بالسعادة فهي تتعلق باختلاف ظروف لأشخاص فيما بينهم، لهذا يُمكننا القول بأنّ طريق السعادة يبدأ من داخلنا نحن.
على الرغم من وجود بعض الأفكار النمطية التي يتخذها العديد من الأشخاص حول تعريف السعادة كأن تكون ثرياً مثلاً، أو وسيماً أو غير محاط بالعديد من الضغوطات إلّا أنّ هذا الأمر لا يعدّ معياراً للسعادة، فقد تجد العديد من الأثرياء التعساء حول العالم، وقد يكون جارك الفقير مثلاً أكثر سعادةً منهم.
كيف أكون سعيدا: الممارسة ثم الممارسة
أنت محور الأمر! كيف أكون سعيدا؟ هذا الجواب حتماً لك..
كما قلنا سابقاً إنّ السعادة ليست ضغطة زر نستخدمها وقتما نشاء، إنها إرادتك للتغيير ورغبتك بالعيش سعيداً، فخياراتك وأفكارك يمكنها التأثير على سيرك نحو السعادة، ومن أهم النصائح التي يمكنها مساعدتك على بناء ذلك ما يأتي:
- استثمر في علاقاتك: إنّ إحاطة نفسك بشبكة علاقات قوية وصادقة تقدم لك الدعم في لحظاتك الصعبة وتعيش معك لحظاتك المميزة يشكّل أمراً مهماً لإحساسك بالسعادة حتى في أحلك الأيام، فتبادل المشاعر والعواطف في مختلف العلاقات الشخصية كعلاقات الشريكين أو الأهل أو الأصدقاء أو غيرهم ركناً من أركان تذوق السعادة.
- تفاءل: إنّ أبسط النصائح وأقواها التي يمكن لشخص أن يقدمها لك هو أن تحاول العيش بإيجابية وتفاؤل، أن تنظر للنصف الممتلئ من الكوب، مع الانتباه إلى ضرورة توقع حدوث الأمور غير المرغوبة حتى لا تقع في اليأس عند حدوثها.
- كن مُمتناً: إنّ الامتنان لا يتوقف على كونه شكراً، فهو الإحساس العميق بمعاني النعم، والتقدير لكل ما هو جميل بحياتك، احمد الله على كل ما هو عندك، فكر بما وهبك الله إياه، واجعل الامتنان عادةً لك.
- حدّد أهدافك: إنّ الارتباط بأهداف واضحة وواقعية يجعل من الحياة طريقاً لبناء السعادة، فالأشخاص الذين ينجزون أموراً محددة يشعرون بلحظات مميزة من النجاح وبالتالي فإنهم يكونون أكثر سعادة من غيرهم، حتى لو كانت تلك الأهداف أهدافاً صغيرة كالمشي حول المنزل لمدة ساعة مثلاً، أو زراعة الأشجار في الحديقة، أو حتى طهي الطعام.
- استمتع باللحظة: حسناً لنقل إنك لتشعر بالسعادة يجب أن تعيشها، لا تؤجل إحساسك بالسعادة لأمر رغبت به ولم يتحقق بعد، لا تنتظر لتتفرغ، أو لتنجح في الأمر الفلاني، عش اللحظة الآن واستمتع بأدق التفاصيل.