ساعدت التكنولوجيا الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي على انفتاح الناس على الآخرين، واطلاعهم على تفاصيل حياتهم ومشاركة الصور والإنجازات واللحظات السعيدة فيما بينهم، مما تسبب في شعور البعض بالدونية، والإحساس بأنهم أقل من غيرهم، وفي ظل هذه الظروف نحن بحاجة ماسة إلى تقبل أنفسنا كيفما كنا. كيف أتقبل نفسي؟ وما هي الآليات التي تساعدني على ذلك؟
تقبل الذات
يُعرف قبول الذات بأنه القدرة على تقدير جميع أجزاء نفسك دون أي قيود أو شروط، وهذا يعني أنك تقدر الأجزاء والصفات الجيدة وكذلك الأجزاء والصفات التي تعتقد أنها بحاجة إلى تحسين، وتبدأ عملية قبول الذات بإقرار الأحكام الصادرة ضدك وتخفيفها، بحيث يمكن تقييم كل جزء من نفسك، بالإضافة إلى تحويل تركيزك من الحكم واللوم إلى التسامح والرحمة مع نفسك.
كيف أتقبل نفسي؟
للإجابة عن هذا السؤال يمكن اتباع النصائح الآتية:
- اقضِ بعض الوقت في الجلوس مع نفسك واكتشاف من أنت، حيث تكمن المشكلة الأساسية التي يواجهها كثير من الناس عندما يتعلق الأمر بقبول الذات في أنهم لم يتعرفوا إلى ذواتهم بعد.
- تعلّم كيف تحب نفسك، ويكون ذلك من خلال اتخاذ نفسك كصديق، وفهمها، وعدم التقليل من شأنها، أو إرسال الرسائل السلبية لها.
- تعرف إلى نقاط القوة والصفات الحسنة لديك، وركز عليها، وحاول تنميتها والفخر بها.
- تقبل الأمور التي لا يمكنك تغييرها، وحاول الشعور بالرضا تجاهها، فأنت هو أنت، ومع أنّ هناك بعض الأشياء التي ستكون قادرًا على تغييرها في حياتك، إلا أن بعض الأمور لن يمكنك تغييرها، لهذا فالأفضل ألا تستهلك طاقتك في التفكير والحزن على ما لا يمكن فعل أمر تجاهه.
- غيّر ما يمكنك تغييره للأفضل، فقد يكون بعض التغيير مفيدًا، وقد يساعد على نموك كشخص ويسمح لك بالاندماج في الشخص الذي تريده.
- واجه مخاوفك، فالجميع لديه تاريخ يتضمن بعض الأمور السيئة والمحبطة، لهذا فأنت لست وحدك في ذلك، ونحن بشر نصيب ونخطئ.
- تمرن على التعاطف مع الذات، ويتضمن التعاطف مع الذات منح نفسك الدفء والتفهم في الأوقات الصعبة أو عندما تشعر بعدم الكفاية، ويمكن ذلك من خلال الانخراط في الرعاية الذاتية كالكتابة التعبيرية عن النفس، والتأمل، والتمارين الرياضية، والطعام الصحي.
- لا تأخذ الأمور بشكل شخصي، فإذا أزعجك شيء ما توقف واسأل نفسك لماذا تشعر بالإهانة، وابذل جهدًا واعيًا للتوقف عن افتراض أنك تعرف ما يعنيه الناس، ولا تتخذ موقفًا دفاعيًا بشأن شيء افترضته، فمن المحتمل أن الناس لا يريدون أن يؤذوك وقد لا يعرفون أيضًا كيفية التواصل بشكل فعال معك، وحتى لو كان كذلك ببساطة هذا ليس ما أنت عليه، هذا رأيهم هم فقط.
النظرة الإيجابية لتقبل الذات
إنّ التفكير الإيجابي هو حجر الأساس في عملية تقبل الذات، فهو الذي يمنحك توجيه النظر نحو كل الأشياء التي تستحق التركيز عليها ورؤية جمالها، ويمكن ذلك من خلال احتضان نفسك كأن تكتب لنفسك ملاحظات مميزة مثلاً، أو تعليق الملصقات التي تحتوي على تأكيدات إيجابية، أو الاستعانة بأحد التطبيقات الهاتفية التي ترسل لك اقتباسات ملهمة بشكل يومي، أو منح نفسك مكافأة عند فعل أمر مميز.