لطالما كان سلوك الأطفال هاجساً يؤرق الآباء والأمهات، فمن ناحية يحاول الوالدين ضبط سلوك أطفالهم ضمن أفضل الحلول الصحيحة، ومن ناحية أخرى يبحثون عن الأسباب التي قد تدفع أطفالهم لتبني سلوكيات خاطئة، وتعدّ العصبية إحدى أبرز المشاكل التي يواجهها الأهل فيما يتعلق بالسلوكيات، فكثيراً ما نسمع عبارات شكوى مثل “طفلي دائما عصبي”، أو كيف أتخلص من عصبية طفلي؟ للإجابة عن هذه الأسئلة تابع قراءة المقال.

طفلي دائما عصبي

لا أحد من الآباء أو الأمهات يحب أن يكون طفله عصبياً أو منزعجًا ومتوتراً، ولكن في بعض الأحيان قد تصبح سلوكيات الطفل عدوانية وطبعه عصبي، ويكون من الصعب معرفة كيفية التصرف تجاه ذلك، وعلى الرغم من حساسية هذه المشكلة إلا أنّ الكثير يجهل تحديداً ما الذي عليه فعله للتقليل من عصبية الأطفال وعلاج هذا السلوك.

أسباب عصبية الطفل

من المهم التعرف إلى الأسباب التي تجعل الطفل عصبياً حتى يتم فهم كيفية التعامل معه بطريقة صحيحة، ومن أهم هذه الأسباب ما يأتي:

  • البيئة، حيث تؤثر البيئة بشكل كبير في اكتساب الطفل لطباعه وسلوكياته.
  • المشاكل في العلاقات الشخصية، كالفشل في تكوين الصداقات، الأمر الذي يجعل الطفل يعبر عن ذلك بالعصبية.
  • التعرض للتوتر أو مشاعر الخوف التي تجعل الطفل غير مرتاح.
  • الضغوط والظروف المختلفة التي يمر بها الطفل كالامتحانات، والواجبات المدرسية.
  • التعرض للتنمر، والذي بدوره يؤثر سلباً على صحة الطفل النفسية، ويتسبب في انفعاله وتوتره.
  • التغيرات الهرمونية.

كيف أتعامل مع طفلي العصبي

من أهم النصائح للتعامل مع الطفل العصبي ما يأتي:

  • كن نموذجاً للتعامل الهادئ مع طفلك، فعادةً ما يكتسب الأطفال طباعهم من البيئة المحيطة بهم، فمثلاً عند تعرضك لموقف صعب أو ضغط في موقف ما أخبر طفلك أنك متوتر واشرح له كيف أنك تحاول تجاوز طاقتك العصبية حتى لا تمنعك من القيام بالأشياء التي تريد، إذ يشعر الأطفال بالراحة عندما يعلمون أنهم ليسوا الوحيدين الذين يخشون شيئًا ما، أو الذين لا يعرفون كيفية القيام بأمر ما.
  • كن بجانب طفلك ولا تتركه لوحده، أو تحاول تجنب المشكلة، فعندما يكون الطفل متوتراً فإنه يواجه صعوبة في الاستقرار، وبصفتك مسؤولاً عنه يمكنك مساعدة طفلك على صياغة الكلمات والتعبيرات لتلك الحالة.
  • تقبل انفعال طفلك وإعطاءه مساحةً للتعبير عن ذلك، وإيصال فكرة أنك متفهم لذلك، إذ يجب أن يشعر طفلك أنك تتفهمه وعواطفه، كما يجب أن يعي أنه لا يتعين عليه إخفاء مشاعره.
  • إيجاد الوسائل لتهدئة الطفل، والسيطرة على غضبه، وتفريغ مشاعره كممارسة الأنشطة الرياضية، والرسم والتلوين، وغيرها.
  • كن صبوراً، فكونك المكان الآمن لتوفير الراحة لطفلك العصبي يعني عدم التسرع، وهناك خيط رفيع بين السماح لهم بتجاوز الحدود في غضبهم والتعامل بحكمة للتغلب على ذلك، فمثلاً يشكل الصراخ عليهم وهم في لحظات العصبية أمراً خاطئاً، إذا سيحاول الطفل بالمقابل بذل جهد أكبر لمحاولة السيطرة بشكل أكبر.
  • كافئ طفلك عندما يستطيع السيطرة على انفعاله، إذ إنك بذلك تربط التجربة بالذاكرة الإيجابية.
  • حاول فهم احتياجات طفلك، والتقليل من المحفزات التي تعمل على استثارة طفلك.