يعيش الناس في هذه الحقبة الزمنية في عالم مُتسارع مليء بالأحداث والتغيرات والتقلبات اليومية وهو ما يُعد مدعاة للتأثير على نفسية المرء وحالته الفسيولوجية، وكثير من هذه الأحداث اليومية يُشكل عبئاً وضغطاً على الشخص ونفسيته سواء في بيته أو في مكان عمله، ولكن كما يقول الطبيب النمساوي هانز سالي ” أن الضغوط نفسها ليست هي التي تهلكنا، بل هي ردة فعلنا تجاهها” فمواجهة ضغوط الحياة بشكل صحيح أمر هام للحفاظ على صحة الإنسان النفسية والجسدية.

من أين يأتي الضغط؟

لمواجهة ضغوط الحياة ومشاكلها فإنه لا بد أن نتعرف على مصادر تلك الضغوط والأسباب الموجدة لتلك المشاكل، وكل شخص لديه مُسببات ضغوط مُختلفة ولا يُشترط بأن تكون كل تلك المُسببات سلبية وغير جيدة، ففي حين يُمكن أن تُشكل علاقة الموظف غير الجيدة برئيسه في العمل ضغطاً كبيراً على الشخص فإنه استعداده للزواج ومتطلباته يُمكن أن تضعه تحت ضغط أكبر.

عموماً فإن هناك أشكال رئيسية من الضغوطات الحياتية التي تقع على كاهل كل إنسان كالضغوطات المادية وضغوطات العمل من خلال الاضطهاد الوظيفي أو كثرة الأعمال التي يتم إسنادها للمرء في عمله وضغوطات الأسرة التي تكون نتيجة التقيد بما تريده العائلة سواء في السلوك أو التعليم أو حتى الزي أو غيرها من أنماط الحياة المختلفة، ويُمكن أن تكون مُسببات الضغوط الحياتية ملازمة للمرء أو تمر بانقضاء ظرف مُعين كتلك الضغوط التي تقع على كاهل الطالب حتى يُنهي امتحاناته وفترة دراسته.

مواجهة ضغوط الحياة

 يُمكن مواجهة ضغوط الحياة وإدارتها بشكل صحيح من خلال العديد من الأمور التي من شأنها تخفيف العبء الذي يقع على كاهل الشخص، ومنها الآتي:

  • الهدوء والعقلانية: فعند مواجهة الضغوط الحياة فإنه لا بد من التحلي بالهدوء للتعامل بعها ببساطة وعقلانية دون انفعال وغضب، ويُمكن تحقيق مثل الهدوء كردة فعل لضغوط الحياة من خلال الاسترخاء والتأمل واليقين التام أن الانفعال التام لا يُسهم في حل أي شيء.
  • الاهتمام بصحة الجسم : تؤثر ضغوط الحياة المختلفة على صحة المرء من خلال العديد من الأعراض المختلفة كفقدان الشهية وظهور التوتر والقلق النفسي لدى الشخص، ولمجابهة تلك الضغوط والتعامل معها بشكل صحيح فإنه يتوجب على المرء الاهتمام بصحة جسده من خلال ممارسة الرياضة التي من شأنها المساعدة بشكل كبير على إزالة القلق والتوتر بالإضافة إلى الاهتمام بتناول الوجبات الغذائية المفيدة على مدار اليوم بانتظام، بالإضافة إلى الحصول على قسط كافٍ من النوم.
  • تحديد السبب: لمواجهة ضغوط الحياة فإنه يتوجب تحديد مصادر هذه الضغوط ومحاولة التخلص منها كالبحث عن فرصة عمل جديدة أو البحث عن مصدر دخل إضافي أو حل المشاكل الأسرية أو غيرها من المُسببات الأخرى.

كيف تزدهر تحت الضغط؟

تُعتبر الضغوط اليومية التي يتعرض لها الإنسان جزء طبيعي من الحياة فالتعامل معها بشكل صحيح وإدارتها ومحاولة حلها هي حافز للوصول إلى الازدهار وتحقيق حياة أفضل، فالازدهار تحت الضغط يبدأ باكتساب عقلية الثقة على مواجهة التحديات والصعاب، ومن الأمور التي تُساعد على اكتساب مثل هذا الأمر هو إحاطة الشخص نفسه بأشخاص إيجابيين يساعدونه على تخطي الصعاب وتجاوزها، كما يُعتبر التفاؤل ركناً أساسياً في قدرة المرء على مواجهة ضغوط الحياة وذلك من خلال النظر بعين الإيجابية إلى كل ما يُحيط بالمرء في حياته اليومية.