يُعدّ الرهاب الاجتماعي أو ما يُعرف باضطراب القلق الاجتماعي أحد أشهر اضطرابات القلق التي يُصاب بها العديد حول العالم حيث يُعاني منه ما يُقارب 36 بالمئة من البشر، ونظراً لما لهذا المرض النفسي من أعراض مقلقة يُمكن أن تؤثر على المرء سواء من الناحية النفسية أو حتى الجسدية فإننا سنتعرف في هذا المقال على الرهاب الاجتماعي والتأمل الذي يُمكن من خلاله مواجهة هذه الحالة المرضية النفسية والتغلُب عليها.
ما هو الرهاب الاجتماعي
يُعرف الرهاب الاجتماعي بأنه حالة من الاضطراب تُصيب الأشخاص في بعض المواقف والأنشطة الاجتماعية التي يتعرضون لها في حياتهم اليومية وخاصة تلك التي يتعرفون خلالها إلى أشخاص جدد.
حيث يشعر الشخص المُصاب بهذا المرض بالخوف الشديد والقلق المفرط من التعرض للإحراج أو حتى الشهور بالإهانة في أي موقف اجتماعي قد يتعرض له، ولهذا المرض علامات جسدية ونفسية يُمكن أن تظهر على من يُصاب به وخاصة خلال الأحاديث الاجتماعية أو عند القيام بأداء معين أمام حشد من الأفراد ومنها التعرُق بشكل زائد والارتجاف وسرعة خفقان القلب والخوف من ملاحظة الآخرين للقلق الكبير الذي ينتاب الشخص بل حتى إن هذه الأعراض يُمكن أن تصل لحد تجنب المُشاركة وحضور الأنشطة الاجتماعية المختلفة وهو ما قد يؤدي بالمرء إلى العزلة والاكتئاب.
الرهاب الاجتماعي والتأمل
يُعتبر الرهاب الاجتماعي مرضاً نفسياً يُمكن أن يتم علاجه من خلال أنواع مُعينة من الأدوية والعقاقير الطبية التي يتم وصفها من قبل طبيب مختص إلا أن هناك طرق علاج نفسية يُمكن أن يقوم بها المريض نفسه لتخطي هذا النوع من اضطرابات القلق ومنها مُمارسة التأمل، لذا فإن الرهاب الاجتماعي والتأمل يُعبران عن وجهين مُتضادين أولهما مصقول بالخوف والقلق وثانيهما من شأنه تدريب المرء على إدراك مشاعره وأفكاره والتحكُم بها والسيطرة عليها وذلك للحد من ظهور أعراض اضطراب القلق الاجتماعي، كما تسهم تمارين التأمل في التخلص من الأفكار السلبية التي تُرافق الشخص المُصاب بالرهاب الاجتماعي وتزيد من ثقته واعتداده بنفسه وهو ما يقلل من شعوره بالقلق والاكتئاب.
كيف أمارس التأمل اليقظ لاضطراب القلق الاجتماعي؟
يُعتبر التأمُل اليقظ تقنية نفسية تقوم على مبدأ تركيز أفكار الشخص إلى اللحظة الحالية بدلاً من الاكتراث والاهتمام بالماضي أو المستقبل وهو ما من شأنه المُساعدة من تخفيف الشعور بالقلق الاجتماعي أثناء تواجد المرء وحضوره لموقف اجتماعي مُعين.
ويُمكن تحقيق هذا النوع من التأمل من خلال العديد من التقنيات التأملية المتنوعة ومنها تركيز الحواس على أي شيء قد يحيط بالشخص بدلاً من تركيزها على اللحظة الحالية التي قد تُعتبر مُقلقة وغير مريحة، كما يُمكن أخذ نفس عميق وتحويل أفكار الشخص إلى ما يدور حوله كأن يُركز انتباهه على المحادثة والأشخاص الذين يتواجد معهم بدلا من التركيز على الأفكار السلبية التي تساوره، كما يُمكن استخدام تقنية التخيُل التي تُعتبر رابطاً هاماً ما بين الرهاب الاجتماعي والتأمل اليقظ، حيث يتخيل الشخص وجوده في مكان مُعين مُريح بالنسبة له وذلك للتخفيف من اضطرابات القلق التي يشعر بها، وتجدر الإشارة إلى أن تمارين التأمل اليقط وتقنياته يُمكن مُمارستها مُسبقاً والتدرُب عليها مراراً وتكراراً وذلك لتحصيل نتائحها المرجوة في التخلص من مرض الرهاب الاجتماعي.