دقات قلب مسموعة، وزقزقة في المعدة، وأنفاس متسارعة، هذا ما يشعر به تمامًا من دق بابه مشاعر الحُب، ومع ذلك يبقى الحُب لًغزًا حير العلماء، ما الذي يجعلنا نقع في الحب؟ كيف تقرر أدمغتنا من نحبه … ومن لا نحبه؟ لماذا نبقى في الحب؟ جميعها أسئلة لا زال الباحثون يُحاولون الإجابة عنها، ومع موقع توازن سنتطرق إلى إجابات قد تكون شافية عن الحب.
كيف تقرر أدمغتنا من نحبه … ومن لا نحبه؟
هذا التغير المفاجئ الذي يحدث في العقل والجسد يحتاج إلى تفكير عميق في ماهيته، لا سيما فور النظر إلى المحب تبدأ الضغوطات، والآلام والمشاعر السلبية بالذوبان، وتحل محلها مشاعر الفرح والسعادة، والشعور بالطاقة الإيجابية، وتبقى هذه المشاعر مع مرور الوقت ملاصقة للعقل والروح والجسد.
كيف تقرر أدمغتنا من نحبه؟ بالطبع الشخص الذي تُحبه هو السبب، ولكن كيف ليد خارجية تخترق الجسد، وتؤثر على الإنسان بهذه القوة؟ عوامل متعددة خفية وراء تلك الرومانسية والجاذبية، إذ تلعب خلفية الإنسان الثقافية دورًا كبيرًا في ذلك، إضافة إلى مستوى الذكاء، وطريقة النشأة، كما أن بعض المعايير التي رسمها الدماغ لصورة من نحب قبل الوقوع في الحب لها دور كبير في تحديد شخصية من نُحب.
هنالك أربع هرمونات كيميائية تلعب دورًا كبيرًا في تحديد ذلك التوافق والانسجام الغريب، الدوبامين الذي يُعزز الشعور بالسعادة، والإستروجين، والسيروتونين، المسؤولان عن الرغبة الجنسية، بالإضافة إلى هرمون التستوستيرون، وهو ناقل عصبي يتحكم في المزاج والتفكير، وجميع هذه الهرمونات جنبًا إلى جنب مع هرمونات أخرى تتحد سويًا وتبدأ ناقلاتها العصبية بإفراز عُصارتها لتنتقل إلى الدماغ، مؤشرة كلٍ منها عما تحتويه من مواد كيميائية تؤثر على مزاج الإنسان، فعند ملاحظة ذلك ستفهم سبب شعورك بالحب، وكيف تقرر أدمغتنا من نحبه.
أين يوجد الحب في الدماغ؟
أجريت عدّة درسات حول منطقة الدماغ التي تؤثر وتتأثر بالحب، ومن بينها دراسة كشفت أنّ الحُب العميق لا سيما عند رؤية المُحب، تُشعل معها مناطق محددة من الدماغ بالنشاط والطاقة كالقشرة الخزامية، وأجزاء من المخطط الظهري، بينما يُعطل الحب أجزاءً أخرى من الدماغ كالقشرة الصدعية، وقشرة الفص الجبهي، والقشرة الجدارية الثنائية.
وعلى صعيد آخر فإن هذا الارتباط المعقد بين الدماغ والحُب، يُفسر من لا نحبه، إذ إن هذه المشاعر ستمنع أي شخص من الوقوع في الحب لمن لا يرغب بالتقرب منه في الواقع، وبناءً على ذلك فإنّ الأشخاص الذين يُعانون من أمراض في الدماغ، لن تنطبق عليهم مشاعر الحُب، تبعًا لتعطل للناقلات العصبية والهرمونات المرتبطة بالحب، والتي أصابها شلل بوظائفها بطريقة أو بأخرى.
هل نستطيع السيطرة على الحب؟
نظرًا لسمات الحب المعقدة، وتجربته المفاجئة في الغالب، يعتقد الكثيرون أنّه لا يُمكن التحكم في الحب، ويؤمنون بسيطرة الحب على العقل تمامًا، ولكن على خلاف التجارب العلمية التي تمت دراستها، إذ أنه يُمكن التحكم بمشاعر الحب بزيادتها أو تقليلها تجاه شخص ما، وذلك من خلال التركيز على الصفات السلبية، وتخيل السيناريوهات المستقبلية التي قد تُحتم فشل العلاقة، وعلى عكس هذا النهج يُمكن زيادة مشاعر الحب، ولكن يبقى الحب ليس مفتاحًا لتشغيل القلب وإيقافه على الفور، وقد ينجم عن التفكير السلبي أو الإيجابي تغيرًا في المشاعر العاطفية بشكل طفيف وقد يكون لمدّة قصيرة من الوقت.