هل تُكدس المقتنيات المختلفة وتجد صعوبة في التخلي عنها؟ هل شعرت وأنك تمتلك الكثير من الأدوات غير اللازمة، ولكنها بالنسبة لك قد تكون مهمة يوميًا ما؟ ذلك تمامًا ما يُدعى باضطراب الاكتناز، فما هو اضطراب الاكتناز؟ وما هي أهم أسبابه؟ وما هي العلاقة التي تربط بين اضطراب الاكتناز والتأمل؟

ما هو اضطراب الاكتناز؟

اضطراب الاكتناز أو الاكتناز القهري أو التخزين القهري أو اضطراب التخزين، هو حالة صحية عقلية تُعبر عن هوس الإنسان بتخزين المقتنيات المختلفة، سواءً أكانت لها قيمة مادية أم لا، كما أنّه يُعاني من صعوبة كبيرة في محاولة التخلص منها حتى وإن كانت عديمة الفائدة.

ومن الأمثلة على ذلك التحف، المجلات، الملابس، الأواني القديمة، وذلك باعتقاده بأهميتها مستقبلًا، أو قد تكون ذات فائدة يومًا ما، أو أنّ ذلك العنصر له ارتباط عاطفي أو مادي، ويترتب على ذلك تداخلًا في الحياة الطبيعية، إذ قد يؤثر اضطراب الاكتناز على الحياة المهنية والشخصية، حيثُ يُصبح الشخص المصاب محاطًا بظروف معيشية غير صحية وغير آمنة، كما تتأثر معتقدات الإنسان وسلوكياته، وعلاقاته الاجتماعية عند الإصابة بهذه الحالة، ويعاني المصاب أيضًا من عدّة مشكلات ترتبط بالأداء الحركي، كالتردد المستمر، والتسويف، والتشتت الدائم.

ما هي أعراض اضطراب الاكتناز؟

يشعر المصاب باضطراب الاكتناز بحاجته الملحة في الحفاظ على ممتلكاته، جنبًا إلى جنب بالإصابة بالأعراض التالية:

  • افتقار القدرة في التخلص من المقتنيات الشخصية.
  • الشعور بالمعاناة والذنب عند محاولة التخلص من الممتلكات المختلفة.
  • الشك في مكان وضع المقتنيات.
  • القلق المستمر من حاجة المقتنيات في المستقبل القريب وحتى البعيد.
  • عدم السماح للآخرين بملامسة أو استخدام المقتنيات.
  • مكان السكن يعمه فوضى عارمة.
  • حُب العزلة.

ما هي أسباب اضطراب الاكتناز؟

قد يكون اضطراب الاكتناز حالة متوارثة، وقد تؤثر الأحداث اليومية الصادمة على الإنسان مسببة إصابته بهذا النوع من الإضرابات، وربما تكون جزءًا من حالة صحية أخرى كاضطراب الشخصية الوسواسية، واضطراب الوسواس القهري، واضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط، أو الإصابة بالكآبة.

ومن ناحية أخرى قد يًعاني مضطرب الاكتناز في قصور بمعالجة المعلومات العقلية المرتبطة بالتخزين، كالقدرة على التخطيط، وحل المشكلات، والقدرة على التعلم البصري، ومشاكل في الذاكرة.

اضطراب الاكتناز والتأمل

العلاقة التي تربط بين اضطراب الاكتناز والتأمل، علاقة وطيدة، حيثُ أنّ التأمل له تأثير كبير في علاج اضطراب الاكتناز من خلال العلاج السلوكي المعرفي، الذي يتربع على عرش علاجات المشاكل الصحية العقلية، جنبًا إلى جنب في علاج الحالات النفسية المرتبطة بالقلق والاكتئاب والتوتر، ويهدف العلاج السلوكي المعرفي إلى تغير أسلوب التفكير الكلي، ضمن سلسلة جلسات حوارية هادفة يتم فيها مناقشة أهم الأعراض والأسباب لحالة اضطراب الاكتناز مع أخصائي نفسي للتأثير الإيجابي في طريقة التفكير التي تنعكس بشكل مباشر على الأفعال بعد مرور عدّة جلسات، والتي في الغالب تتضمن هذه الخطوات:

  • تحديد الأسباب الكامنة وراء الشعور بحُب اقتناء الممتلكات المختلفة، وقد تحتاج هذه الخطوة إلى وقت لتحديد المشكلة والأهداف التي يجب تحقيقها.
  • إدراك العواطف والمشاعر والمعتقدات المتعلقة باضطراب الاكتناز، وذلك يتضمن مراقبة الأفكار لتحديد العواطف ومشاركتها مع الطبيب، لتفسيرها.
  • تحديد التفكير السلبي وراء تلك الحالة، للمساعدة في تغير السلوك ونمط التفكير المسبب للمشكلة.
  • تغيير الأفكار المرتبطة باضطراب الاكتناز، حيث تتغير نظرة الإنسان حول الشعور بالاكتناز، بناءً على الحقائق والمواقف التي قد لاحظها خلال الجلسات المختلفة، إذ تخلق أنماطًا مختلفة من التفكير والسلوكيات مع الممارسة.