تُعتبر كلمة التأمل من المفردات التي أصبحت حديثاً ترتبط بعلاج الكثير من قضايا الصحة العقلية ومنها ال OCD حيث أثبتت الدراسات والأبحاث السريرية أن التأمل استراتيجية مفيدة في تحسين فعالية العلاج السلوكي المعرفي لمن يعانون من ال OCD، وسنتعرف في الآتي على كل من ال OCD والتأمل بشكل أعمق وعلى العلاقة فيما بينهما.

تعريف الـ OCD

يُعتبر الرمز OCD  اختصاراً لعبارة (Obsessive Compulsive Disorder) وهو ما يعني بالعربية باضطراب الوسواس القهري الذي يُتعارف عليه عادة بال OCD، ويُعرف مرض اضطراب الوسواس القهري بأنه نوع من الاضطرابات المرتبطة بالقلق تمتاز بمخاوف وأفكار غير منطقية تؤدي إلى ردات فعل وتصرفات قهرية، فيتسم الOCD بوساوس تدفع صاحبها إلى القيام بسلوكيات تكرارية، وتعيق مثل تلك الوساوس حياة المريض اليومية وتتسبب في ضيق شديد له.

عادة ما يتمحور ال OCD بمخاوف حول أمور معينة ومُحددة كالخوف الشديد والمفرط من التعرض للجراثيم وبالتالي الإصابة بالتلوث على سبيل المثال وهو ما يُمثل الوسواس بالنسبة للمصاب، أما السلوكيات التكرارية فهي التي تنشأ كرد فعل على تلك الوساوس كأن يقوم المريض بغسل يديه بشكل متكرر ومتواصل وعلى الدوام لدرجة أنها يُمكن أن تصاب بالتقرح والتشقق.

تعريف التأمل

قبل معرفة علاقة ال OCD والتأمل، فإنه يتوجب معرفة تعريف التأمل كما تم التطرق إلى تعريف ال OCD.

يُمكن أن يُشار إلى التأمل بأنه مجموعة من التقنيات والممارسات التي يقوم بها المرء من أجل زيادة حالة الوعي والاهتمام المُركز لديه والوصول إلى استقرار وسلام نفسي وراحة وطمأنينة، وبالرغم من أن مُمارسة التأمل ارتبطت قديماً بالقيام بطقوس دينية مختلفة للعديد من الديانات، إلا أنها أصبحت تُمارس حديثاً كأسلوب للعلاج النفسي والتخلص من القلق والتوتر، لذا فإنه يُعتبر نوعاً من الطب التكميلي الذي يجمع ما بين صحة الجسم والعقل.

وللتأمل أنوع مختلفة ومتعددة كاليوغا والتأمل الذهني وغيرها من الأنواع الأخرى، وعلى الرغم من أن لكل نوع منها فلسفته وطرقه، إلا أن للتأمل عموماً إيجابيات وفوائد على صحة الإنسان ككل سواء النفسية منها أو حتى الجسدية؛ فهو يعمل على زيادة الوعي الذاتي وتقليل التوتر والقلق وتقليل المشاعر السلبية وتحسين مزاج الشخص وقدرته على النوم وخفض ضغط الدم وغيرها من الفوائد الأخرى.

الـ OCD والتأمل

يرتبط ال OCD والتأمل ببعضهما البعض كون اضطراب الوسواس القهري واحد من أمراض القلق والتوتر التي تندرج ضمن خانة الأمراض النفسية وكون التأمل يساعد على زيادة التركيز والقدرة على التفكير العميق بالإضافة إلى زيادة قدرة المريض على الاسترخاء.

ويعمل التأمل على تحسين وصول المرء لمخاوف وهواجس عقله الباطن والتفكير العميق في أفكاره وتحليلها، وهو ما يعمل بدوره على التخلص من الوساوس القهرية والهواجس والتفكير المزعج الذي ينتاب المريض باضطراب الوسواس القهري، وهو ما أثبته بالفعل بعض التجارب والدراسات التي أجريت على عينة من المصابين بهذا المرض.

كما يعمل التأمل على رفع مستوى مادتي الدوبامين والسيروتونين في جسم الإنسان وهو ما يُساعد بشكل كبير على تجاوز المشاعر والأفكار السلبية ومعالجة القلق والاكتئاب، كما أشارت الأبحاث العلمية إلى أن لممارسة التأمل تأثير كبيراً على الأشخاص المصابين باضطراب الوسواس القهري في قبول الأفكار الوسواسية غير المرغوب بها والتسامح معها.