بالرغم من التطور في الوعي الطبي حول العالم العربي تحديدًا، إلا أن المريض النفسي ما زال يكابد الألم والضرر خشية نظرة المجتمع وأسباب متنوعة أخرى، لذلك سنبحث في هذا المقال أهم أسباب عدم الذهاب لطبيب نفسي للتشجيع على مراجعة المختصين ومعالجة النفس من جميع العِلل والاضطرابات النفسية. 

أبرز أسباب عدم الذهاب لطبيب نفسي

توجد أسباب متعددة تمنع المريض النفسي من الذهاب إلى المختص أو المعالج النفسي، وفيما يأتي أبرز هذه الأسباب:

  • الخوف من نظرة المجتمع

يعتبر الشعور بالخوف والخجل من نظرة المجتمع من الأسباب الأكثر شيوعًا لعدم الذهاب لطبيب نفسي، وربط هذا الخوف بمصطلح الجنون أو المرض العقلي لذا يمتنعون عن الذهاب أو يذهبون سرًا وكأنه وصمة عار عليهم، مع إدراكهم لمدى الضرر الكبير على حياتهم الشخصية وعملهم وسعادتهم. 

  • قلة الوعي

يُدرك البعض إصابتهم باضطراب نفسي معين، ولكن يفتقرون إلى الوعي حول خطورة أعراض هذه الاضطرابات إذا لم تُعالج بشكل صحيح منذ البداية، ويعتقدون بأنه بسيط يختفي مع مرور الأيام إلا أن الحقيقة أن الأمراض تزيد سوءً وهلاكًا خاصةً إذا أصبحت أمراضًا مزمنة. 

  • عدم الثقة

يخشى البعض الذهاب إلى الطبيب النفسي، لعدم ثقتهم بالحفاظ على معلوماتهم، أو إفشاء أسرارهم الشخصية خاصةً إذا كانت مشاكلهم النفسية حساسة نوعًا ما. 

  • البحث عن الحلول السريعة

يحتاج الطب النفسي إلى الاستشارة والتشخيص والمرور بمراحل تمهيدية، حتى يتم معرفة أسباب المرض النفسي وجذوره وطريقة العلاج الصحيحة، لذا يستصعب المريض الوقت الذي يمر فيه خلال رحلة العلاج هذه أو أنه يتوقف في منتصف الطريق بحثًا منه عن حلول أسرع وأبسط. 

  • أسباب مادية

تعتبر الأسباب المادية من أسباب عدم الذهاب لطبيب نفسي، إذ أن الشخص يوفر المبلغ الذي يضعه على علاج نفسه في سبيل أمور يظنها أهم، وتحديدًا في ظل الظروف المادية الصعبة التي يعيشها الشباب وقلة فرص العمل. 

  • الخوف من فكرة العزوف عن الزواج

يخجل الشاب أو الفتاة في بعض الأحيان من فكرة الذهاب إلى طبيب نفسي اعتقادًا أن ذلك يُضعف فرصته في الزواج، ففي وجهة نظره أن المقبل على الزواج يبحث عن شريك حياة سوي تمامًا وسليم نفسيًّا وجسديًّا. 

  • الغرور والكبرياء

يصيب الكبرياء نفوس بعض الأشخاص الذين يعانون مرضًا نفسيًّا يجعلهم يُنكرون إصابتهم بأي مَرض معتمدين على قدرتهم على حل مشاكلهم بأنفسهم دون الاستعانة بأي طبيب أو مختص نفسي، وقد يأتي هذا الغرور من مركزهم الاجتماعي أو السلطة وغيرها. 

  • الشك 

يلعب الشك عاملًا مهمًا يحول دون الذهاب إلى الطبيب النفسي، وذلك تبعًا لبعض التجارب السيئة من الآخرين لعدم وصولهم إلى الشفاء، لذا لا تقارن تجربتك الشخصية بأي تجربة أخرى لأن لكل منا ظروفه الخاصة التي تختلف جذريًا عن بعضها البعض. 

كيف نتغلب على أسباب عدم الذهاب لطبيب نفسي؟

 تتنوع الأسباب التي تمنعك من زيارة الأخصائي النفسي كما أسلفت سابقًا ولعلك لاحظت أنها أسباب نفسية في الغالب، لذا يجب أن تتحدى نفسك أولًا ثم ظروفك وتعزّز الثقة بذاتك، وتغير من طريقة تفكيرك بما يصب في مصلحتك دائمًا، والابتعاد عن التفكير بمفهوم الكمال المطلق وعدم اللجوء إلى مساعدة نفسية. 

وتذكّر صديقي بأن الاستعانة بالطبيب النفسي يعكس مدى وعيك ورقيّك، وفهمك لواقعك وحبك للحياة الذي يدفعك إلى معالجة نفسك والبحث عن أمنها وراحتها واستقرارها، وأنصحك بممارسة تمارين التأمل واليقظة الذهنية لتساعدك على رفع مستوى الوعي الذاتي لديك، وزيادة الشعور بالامتنان والتقدير.