سنتعرّف إلى ماهية علم النفس السيبراني، وجميع الجوانب النفسية المتعلقة به، ومعرفة مختلف النواحي المفيدة منه، إضافةً إلى المخاطر المحتملة من الاستخدام الضار للتكنولوجيا. 

ما هو علم النفس السيبراني؟

يُعرّف علم النفس السيبراني (بالإنجليزية: Cyberpsychology) بأنه دراسة العقل والسلوك في سياق التفاعل بين الإنسان والتكنولوجيا، أي العلم الذي يبحث ويتتبّع السلوك البشري ما بين الواقع والعالم الافتراضي، وهو علم واسع ومتقدّم فقد ظهر في منتصف التسعينات. 

فوائد علم النفس السيبراني

يعتبر هذا العلم من العلوم الحديثة المهمة جدًا في دراسة تأثير استخدام الإنترنت والتقنيات الناشئة على أفكارنا وسلوكنا وهويتنا، وفهم المسافة الفارقة بين العالم الواقعي والافتراضي، وكيف تختلف الشخصيات بين هذين العالمين، 

وفيما يأتي أبرز فوائد هذا العلم:

  • يبحث علم النفس السيبراني في سبب جعل بعض الأشخاص مدمنين على الإنترنت؛ حيث درست العديد من الأبحاث تأثر الصحة العقلية والنفسية في الاستخدام المفرط للتكنولوجيا من خلال ضعف الانتباه والتركيز وغيرها. 
  • تساعد مختلف الدراسات حول هذا العلم على  جعل الإنترنت مكانًا أفضل وأكثر أمانًا. 
  • يهدف علم النفس السيبراني إلى مساعدة الطلاب على التعلّم بشكل فعّال عبر الإنترنت؛ من خلال إصدار العديد من الألعاب الإلكترونية، والتطبيقات التعليمية فيما يصب في خدمة الإنسان وحل بعض المشاكل التعليمية مثل صعوبات التعلم عند الأطفال.

المخاطر

يعتبر علم النفس السيبراني سلاحاً ذا حدين، وذلك بالنظر إلى فوائده الجمّة إلا أنه يفتقر إلى مزيد من الخصوصية والأمان على مستوى الأفراد والمجتمعات، وإليك أبرز هذه التحديات والمخاوف:

  • التحكم الآلي غير الموجّه والأمن، والذي يُصرّح الوصول إلى بيانات العملاء ويكشف معلومات التعريف الخاصة بهم، والذي يعرّضهم لخطر الجرائم الإلكترونية المختلفة. 
  • المخاطر المرتبطة بأمن الاتصالات، وما يرافقها من اختراقات متعددة. 
  • صعوبة في إدارة قواعد البيانات الإلكترونية. 
  • الافتقار إلى منظومة أخلاقية ونفسية تتوافق مع التقدم التكنولوجي المتزايد، خاصةً مع استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والعالم الافتراضي بشكل أكبر من ذي قبل. 

هذا العلم من ناحية نفسية

يتعرّض الكثير من مستخدمي الإنترنت إلى قضايا متعلقة بالأمن السيبراني، حيث تأخذ منحنى نفسي يؤثر على أصحابها بشكل كبير، فمثلًا قد يتعرّض أحدنا عبر المحادثات غير الرسمية وعلى مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة إلى الابتزاز نتيجة الوصول إلى بعض المعلومات الشخصية الحساسة، مما يسبب ضرراً نفسي يؤثر على حياته وتعاملاته مع الآخرين. 

والسؤال المهم هنا ما هو دور علم النفس والخبراء النفسيين في تقديم الحماية النفسية المرتبطة بمشاكل الأمن السيبراني؟ 

يقترح الخبراء والباحثون في مجال علم النفس بعضًا من الإجراءات الوقائية، التي تنمي الوعي السيبراني لكافة مستخدمي التكنولوجيا وهي كالآتي:

  • زيادة الوعي العام حول المخاطر النفسية المترتبة على الاختراقات الشخصية والتعرّض إلى حسابات الأفراد. 
  • تحديد المواقف والأشكال الاجتماعية التي يُفترض مشاركتهم لمعلوماتهم الخاصة عبر الإنترنت. 
  • توضيح الأنشطة الضارة وفهم تأثير الجرائم الإلكترونية، من خلال عقد بعض الدورات المجانية المتعلقة بالأثر النفسي وكيفية الحماية منها. 
  • التعاون مع مقدمي الخدمة التكنولوجية وتكنولوجيا المعلومات لتطوير أنظمة أكثر أمانًا للمستخدمين. 
  • تدريب مقدمي خدمات التكنولوجيا المختلفة على التأثير النفسي والاجتماعي الخطير للجرائم الإلكترونية.