الشكوى والتذمّر من العادات السيئة والمزعجة التي تنتشر في هذه الأيام بكثرة، لذا يجب التوقف قليلًا ومعرفة لماذا نشتكي؟ وما هي أضرارها على الصحة الجسدية والنفسية؟ وكيف نتخلص منها؟ 

لماذا نشتكي؟

توجد أسباب كثيرة تدفع البعض إلى التذمّر والشكوى باستمرار، وفيما يأتي أبرزها:

  • التعبير عن المشاعر السلبية: يلجأ الشخص للشكوى تعبيرًا منه عن عواطفه ومشاعره السلبية كحالة من عدم الرضا لحياته، كما أنها وسيلة للتنفيس بالنسبة له للتخفيف من مستوى ألمه وقلقه، وهو يجهل تمامًا الضرر النفسي عليه وعلى الآخرين من حوله. 
  • سمات الشخصية: تلعب الشخصية دور مهماً في نمو عادة الشكوى في النفس، فهناك أشخاص بطبيعتهم يُقدرون أنفسهم وأشخاص كثر متذمرين ويشتكون باستمرار . 
  • الحالة المزاجية: تساهم الحالة المزاجية السيئة في بعض الأحيان إلى زيادة مستوى الشكوى، وللأسف تزيد الحالة النفسية سوءً بعدها. 
  • الهروب من المسؤولية: يمكن أن يلجأ البعض إلى عادة التذمّر هروبًا من الأحمال التي تقع على عاتقهم وتخفيفًا من عبء المسؤولية. 
  • الترابط الاجتماعي: الجلوس مع الشخص كثير الشكوى يدفعك تلقائيًا إلى البحث عن دوافع للشكوى في حياتك. 

الأضرار النفسية للشكوى

بعد معرفة الأسباب المحتملة على تساؤل “لماذا نشتكي؟” يجب تسليط الضوء على التأثير النفسي لعادة الشكوى؛ فمن الطبيعي مشاركة النفس أو الآخرين الأحزان والمشاكل بين فترةٍ وأخرى، ولكن عندما تزيد عن الحد ويصبح الأمر مرهقًا ومزعجًا فإنه يسبب ضرر نفسي كبيراً ويزيد من هرمونات التوتر والقلق في نفسك، ويزيد من مشاعر الإحباط واليأس بعد الانتهاء من كل شكوى وبالتالي حالة مزاجية أسوأ وأضعف. 

التفكير السيء في الشكوى يعني التركيز عليها بشكل أكبر، وعوضًا عن إيجاد الحلول والخروج من المشاكل أو المشاعر المزعجة، تبدأ في الشكوى والتركيز على المشكلة والتي تزيد الأمر سوءً، وتعزّز السلبية في حياتك وتجذب الأسوأ إليها بتفكيرك وشكواك المتكررة غير المبررة. 

كيف تتخلص من عادة الشكوى؟

إليك بعض النصائح والطرق العملية التي تساعدك على التخلص من الشكوى والتذمّر كالآتي:

  • ممارسة التأمل

يعد التأمل من الممارسات الفعّالة في التخفيف من مشاعر القلق والتوتر والضغوطات التي تمر فيها خلال اليوم، كما أنه يساهم في رفع مستوى الوعي بالذات والتحكم بشكل أفضل في مشاعرك وإدارة عواطفك بكفاءة أعلى، ويزيد من مشاعر الامتنان والشكر والتقدير لكل ما تملك مهما كان بسيطًا، وأنصحك بتحميل تطبيق توازن والذي يوفر لك باقة رائعة من الدعم النفسي من أخصائيين وخبراء في ممارسة التأمل واليقظة الذهنية. 

  • الدعم الاجتماعي

 احرص عزيزي بإحاطة نفسك بأشخاص إيجابيين ومتفائلين، وتحدث إليهم عن شعورهم وكيف ينظرون إلى أنفسهم بالرغم من مرورهم في بعض الأحيان بمحطات من الألم والفشل إلا أنهم ما زالوا ينجزون ويمرحون، وشاركهم أفكارك حتى تتعرف على نقاط ضعفك وتطورها بما يصب في مصلحتك دائمًا. 

  • الشكوى البنّاءة

تعلم كيف تشكو بطريقة بناءة إن كان لزامًا عليك فالشكوى تأثيرها كالسحر في نفسك؛ فهي الحلقة المفرغة بين الواقع والتوقّع، لذا اجعل توقعاتك وسيلة لتحسين واقعك وفرصة لإجراء التحسين والتغيير اللازم، ومن الذكاء أن تحصر شكواك بين جملتين إيجابيين فيقل الأثر وتركز على الجانب الجيد من الشكوى.