لا شك أن العلاقة كبيرة بين العقل والجسد، لذا تنطوي الاضطرابات النفسية على العديد من الأعراض والمضاعفات الجسدية، وسنفصّل في هذا المقال الإجابة على التساؤل الآتي: هل المرض النفسي يسبب آلام في الجسم؟
العلاقة بين الحالة النفسية والجسم
ترتبط الحالة النفسية بشكل كبير مع ظهور بعض الأعراض الجسدية في موقفٍ معين؛ فمثلًا الشعور بالخوف من الذهاب إلى المدرسة نتيجة التعرّض لحَدثٍ ما يرافقه ظهور بعض العلامات الجسدية كالأم في البطن، أو التقيؤ والإعياء، وكذلك تظهر بعض البثور على الوجه أو الجسم في حال التوتر من مقابلة العمل أو عند التحضير للاختبارات المدرسية أو الجامعية.
هذه الحالات لبعض الأحداث الطبيعية التي يحدث فيها التغيرات النفسية من القلق والخوف، ولكن تكمن الخطورة عندما يتعلق الأمر بالإصابة بأحد الاضطرابات النفسية، حيث تتضاعف هذه الأعراض إلى آلام وأمراض صحية مختلفة.
يجب الإشارة هنا إلى أن الأعراض الجسدية للخوف أو القلق أو التعرّض للإجهاد والضغوطات ما هي إلا استجابة طبيعية لحالة من الهروب والقتال في الجسم، وذلك لأن الجسم في هذه المواقف يفرز المزيد من هرمونات التوتر كالأدرينالين والكورتيزول، والتي تسبب تزايداً في نبضات القلب، وتُثبط من عمل الجهاز الهضمي والمزيد من الأعراض التي سنذكرها تباعًا.
الجدير بالذكر أنه لا ضير في قليل من القلق، ولكن عندما تكون هرمونات التوتر مرتفعة باستمرار في الجسم نتيجة القلق المزمن يصعب الوصول إلى قدر بسيط من الراحة النفسية والجسدية، وهذا يقلل من قدرتك على تحمل الألم مع مرور الوقت.
هل المرض النفسي يسبب آلام في الجسم؟
بالتأكيد، فالمرض النفسي يسبب آلام في الجسم، وتختلف هذه الآلام والأعراض تبعًا لدرجة ونوعية المرض الذي يعاني منه الشخص، فمثلًا عند التعرّض المستمر لنوبات الهلع تحدث بعض التغيرات الجسدية التي يشعر فيها الشخص وكأنه يكاد يموت، وكذلك عند الإصابة بالاضطرابات النفسية كاضطرابات القلق العام أو الاكتئاب أو اضطراب ثنائي القطب وغير ذلك، حيث يترافق معها العديد من الأعراض الجسدية المزعجة وهي كالآتي:
- الشعور بالدوار.
- الصداع النصفي.
- القيء أو الغثيان.
- ضيق في النفس.
- تسارع في معدل ضربات القلب.
- مشاكل في الجهاز الهضمي كالإسهال أو الإمساك.
- مشاكل في القولون.
- توتر في العضلات.
- ضعف في الرؤية.
- ضعف في جهاز المناعة كالتعرض للالتهابات المختلفة.
حالات طبية
من المؤكد أن المرض النفسي يسبب آلام في الجسم أو يُضاعفها إن كانت موجودة في الأصل فتطول فترة التعافي منها، وهذه بعضًا من الحالات الطبية التي تؤثر على الصحة النفسية وتتأثر بها:
- آلام الظهر والرقبة: تشير الآلام المرتبطة بالظهر والرقبة إلى وجود مشكلة طبية قد تكون خطيرة، ولكنها أيضًا مرتبطة في الحالة النفسية التي تزيد الأمر سوءً، فقد يعاني المريض من ضعف أو تقييد في الحركة والتي تسمح بتسلل الإحباط واليأس في نفسه، وتتطور إلى اضطراب الاكتئاب الشديد وغيره.
- آلام الصداع النصفي المزمن: يعاني المصابون باضطراب الاكتئاب، واضطرابات القلق بآلام مزمنة تستمر لمدة تزيد عن 15 يوم لأكثر من ثلاثة أشهر والذي يعرف بالصداع النصفي.
- الآلام المرتبطة بالحيض: يعتبر الشعور بالألم خلال فترة الحيض أمر طبيعي، ولكن يزيد هذا الألم بشكل غير محتمل مع زيادة الشعور بالتعب والإنهاك وذلك بتأثير الحالة النفسية السيئة كالاكتئاب والقلق.