كثيرا ما نسمع ذكر العاطفة وما لها من تأثيرات في الشخصية والسلوك، وهنا يتبادر إلى الذهن السؤال ما هي العاطفة بالضبط؟ وفي هذا المقال سنجيب عنه.
ما هي العاطفة؟
قد يخلط كثير من الناس بين العاطفة والشعور والمزاج لما بين هذه المصطلحات من تشابه وتقارب، غير أنها في الواقع تختلف اختلافا جوهريا عن بعضها بعض. وإليك تعريف هذه المصطلحات كل على حدة ليظهر لك الفرق بينها بوضوح:
- العاطفة: هي نمط مركب من ردود الأفعال، وهو مكون من عناصر متعلقة بالتجربة الشخصية والاستجابة الفسيولوجية والاستجابة السلوكية أو التعبيرية.
- الشعور: هو ما ينجم عن التجربة العاطفية، من ذلك الألم أو الجوع، على سبيل المثال، وهو يتسم بأنه يتأثر بالذكريات والمعتقدات وغيرهما من العوامل.
- المزاج: هو عاطفة قصيرة الأمد وضعيفة الشدة؛ ويذكر أن المزاج يختلف عن العاطفة بأنه يحدث فجأة دون وجود عامل مثير؛ فعلى سبيل المثال، يؤدي التعرض إلى إهانة إلى إثارة عاطفة الغضب، في حين أن المزاج الغاضب قد يحدث دون سبب.
ما أنواع العاطفة؟
بعد أن عرفنا ما هي العاطفة، ننتقل الآن إلى التعرف على أنواعها، إذ عمل اختصاصي علم النفس باول إيكمان في سبعينيات القرن الماضي على تقسيم العواطف إلى الأنواع الستة الأساسية الآتية:
- السعادة: ترتبط عاطفة السعادة بكثير من العوامل، من أبرزها الصحة الجيدة والشعور بالرضا والاكتفاء.
- الحزن: وهو يصيبنا جميعا بين حين وآخر، لكن في حالة استمراره طويلا أو إن كان شديدا لدرجة تؤثر سلبيا في القدرة على أداء الوظائف الحياتية، فهو قد يكون ناجما عن الإصابة بالاكتئاب.
- الخوف: وهو يتسم بأنه استجابة فورية لتهديد حقيقي أو متوقع، ويؤدي إلى حدوث استجابة الكر والفر (Fight-or-flight response) التي تجعلنا إما ندافع عن أنفسنا أو نهرب في حالة التعرض إلى خطر ما.
- الاشمئزاز: وهي حالة تجعلنا ننفر من الشيء أو الحدث المسبب للاشمئزاز، وتشمل العوامل المسببة لهذه العاطفة رؤية شيء مقرف أو غير أخلاقي.
- الغضب: وهو حالة قوية تتصاحب مع الميل نحو العنف، مما يجعله يعد مؤذيا إن كان شديدا، إذ إن الغضب قد يسبب الضرر للآخرين إضافة إلى كونه يؤذي الفرد نفسيا.
- المفاجأة: وهي حالة قصيرة الأمد تحدث عند مواجهة أمر غير متوقع، سواء أكان أمرا سلبيا أم إيجابيا.
ما علاقة التأمل بالعاطفة؟
لا يكفي أن نعرف ما هي العاطفة وما أنواعها لنستطيع إدراكها تماما، بل من المهم أيضا أن نشير إلى وجود أساليب تساعدنا في السيطرة عليها والتحكم بها؛ وتعد ممارسة التأمل من أبرز هذه الأساليب، إذ وجدت دراسة أن ممارسة تأمل اليقظة الذهنية (Mindfulness meditation) يساعد العقل في التحكم بالعواطف السلبية والتخلص من تأثيرها المؤذي بسرعة، فضلا عن كونه يزيد قدرة الفرد على تقبل العواطف المختلفة. وهنا نذكرك بتحميل تطبيق توازن للاستفادة مما يحتوي عليه من معلومات عن التأمل بأنواعه المختلفة والاستمتاع بمجموعة من البودكاست والتأملات.