لقد أثبت العلم أن الاستماع إلى الأصوات والموسيقى المختلفة بترددات متعددة لها تأثيرات قابلة للقياس على الدماغ البشري وعلم وظائف الأعضاء وكذلك على مختلف الظواهر في الطبيعة، لقد رأينا كيفية تأثير الموسيقى على نمو الشجر! فهل بالحري لها التأثير الرائع على الدماغ البشري؟!
هناك ترددات لا تسمعها الأذن وينظر إليها الجسم كإحساس أو لمسة – ويمكن أن تسبب تغييرًا بدنيًا أو نفسيًا. يُسمى هذا الحقل العلمي الذي يتعامل مع هذه الظواهر بإسم “الفيزياء النفسية-psychophysics”، ومنه فرع “الصوتيات النفسية- psycho-acoustics” الذي يدرس تأثير الصوت على جسم الإنسان وروحه.
ينتج دماغنا موجات لها ترددات مختلفة يمكن قياسها في مقياس التردد – هيرتز. وقد أظهرت الدراسات أنه عندما يتم إرسال ترددات للدماغ متوافقة مع أمواج الدماغ، فإن ميله هو تكرار تردد الصوت الخارجي وتنشيط انتاج موجات الدماغ وفقًا لذلك.
بمعنى آخر، من خلال الاستماع، من الممكن “تنشيط” الدماغ للعمل (تم إثبات ذلك عن طريق توصيل المخ بأداة EEG أثناء الاستماع). يرتبط كل تردد موجي بالحالة المرغوبة للعقل مثل الاسترخاء أيضًا.
ترددات الدماغ: أي ترددات تتنشط أثناء التأمل؟
إذًا ما هي ترددات الدماغ التي تنشط خلال التأمل؟ تعرف عليها:
- موجات الدماغ دلتا: بين 0.5 هرتز و 4 هرتز – حالة الدماغ أثناء النوم العميق.
- موجات دماغ ثيتا: بين 4 هرتز و 8 هرتز – يتم رصدها في المخ أثناء الحلم أو التأمل العميق أو حلم اليقظة.
- موجات الدماغ ألفا: ما بين 8 هرتز و 12 هرتز – حالة ذهنية هادئة وسلمية، حيث يكون الدماغ مستقبلاً للغاية من الخارج.
- موجات الدماغ بيتا: بين 13 هرتز و 30 هرتز – وضع مستيقظ.
- موجات الدماغ غاما: ما بين 30 هرتز و 60 هرتز – تردد مرتبط بالوعي، وظيفة ذهنية عالية للغاية (كأن يتوقف الدماغ عن إنتاج موجات غاما بشكل نهائي عندما نكون تحت التخدير).
الترددات الصوتية واستعمالها اليوم، بما في ذلك أثناء التأمل
استخدام الترددات الصوتية في العصر الحديث واسع النطاق وقد تم استكشافها من عدة اتجاهات، على سبيل المثال، إذا فحصنا استخدام الموسيقى للتأثير على العقل، فسوف نجد موسيقى الترانس، والتي تهدف، مثل اسمها، إلى نقلنا إلى حالة من الوعي بنشوة المنومة أثناء الرقص والانتقال.
ولدينا موسيقى في الأفلام – موسيقى مخيفة أو حزينة تنقلنا إلى الجو وتشكل عواطفنا، أو الموسيقى التي نستخدمها أثناء التأمل والتي تنقل الموجات الدماغية لدينا إلى الاسترخاء والهدوء وتقليل القلق والتوتر، والمزيد المزيد.
بالإضافة إلى ذلك، لدينا اليوم أيضًا تقنيات صوتية يستخدمها العلم – على سبيل المثال، ترددات تشتت الجماهير، أو تقنيات الموجات فوق الصوتية التي تعمل على إذابة حصوات الكلى باستخدام الموجات الصوتية وغيرها.
في العالم الحديث، نبحث دائمًا عن كيفية تسخير التكنولوجيا لتحسين نوعية حياتنا وبالطبع للشفاء. من هذا المكان جاء علم العلاج والشفاء من خلال الاستماع إلى الترددات. تطور هذا المجال كثيرا في السنوات الأخيرة في علم النفس والذي يتعامل مع العلاقة بين المحفزات السمعية الجسدية التي نتعرض لها، والمشاعر النفسية التي تنشأ نتيجة التعرض لهذه المحفزات.
لقد كشف علماء النفس بالفعل في العديد من الدراسات أن الاستماع إلى الموسيقى يشجع ويحفز العمليات المعرفية، ويحسن التفكير المكاني الزمني، ويؤثر على الذكاء ويحسن الذاكرة، ويساعد على تطوير مهارات مثل الانتباه والتركيز والتعاون والانضباط الذاتي.
لقد ثبت أيضًا أنه يمكن استخدام الموسيقى كعلاج للاكتئاب، ويؤثر على التفاعلات البيولوجية التي تحدث في القشرة الدماغية، تمامًا كما يحدث عندما نأكل أو نمارس الجنس، فهي تحدث أيضًا عند الاستماع إلى الموسيقى.
أخبرنا الآن ما هي الموسيقى التي تستمع إليها وما هي الموجات التي تنشط دماغك؟