خلال السنوات الماضية شهدت ممارسة التأمل انتشارًا واسعًا في العالم حتى أن اللغة اختلفت من دولة إلى أخرى. لكن هل تأثير التأمل بلغة الأم يرفع من تأثيره؟ تعرف على الإجابة في هذا المقال.

بداية وقبل الإجابة عن هذا السؤال من المهم أن تعرف الملخص حول التأمل، إليك التفاصيل.

تاريخ التأمل

إن نقطة بداية ممارسة التأمل في التاريخ لم يتم تحديدها بعد، لكن أول تسجيل لها كان حوالي 1500 سنة قبل الميلاد، حيث كانت بدايات ما يعرف باسم الهندوسيين في الهند.

من ثم في العقود السادسة والرابعة قبل الميلاد تم تطوير التأمل بين الهنود والصينين ليكون هناك نسخة مخصصة لهم، ليستمر انتقال التأمل من دولة لأخرى ومن حضارة لأخرى حتى تشكل لدينا أنواع مختلفة من التأمل وبلغات مختلفة أيضًا.

 كلمة تأمل باللغة الإنجليزية (Meditation) تم اشتقاقها من كلمة لاتينية وهي (Meditatum) والتي تعني التفكير أو التأمل.

في العصر الحالي، يتم ربط التأمل بشكله الحالي بالتقاليد الآسيوية مثل الزن (Zen)، وبدأ التأمل باكتساب الشعبية في منتصف القرن العشرين، وفي هذه الفترة كان قد بدأ بعض الأشخاص بالسفر إلى بعض الدول مثل الهند وتايلاند وبورما من أجل فهم التأمل بأنواعه بشكل أعمق في الموطن الأصلي لها.

اللغة المستخدمة في التأمل

بما أن التأمل بدأ في الحضارات القديمة من ثم انتقل إلى العصر الحديث ومن دولة إلى آخرى، فهذا يعني أنه يتم استخدام العديد من اللغات من أجل تعليم التأمل وممارسته.

ففي الولايات المتحدة الأمريكية يتم تعليم التأمل بأنواعه باللغة الإنجليزية، أما في الدول العربية، فتكون اللغة العربية الغالبة على هذه الممارسة.

في المقابل، وفي جميع دول العالم، يقوم المرشدين والمدربين باستخدام كلمات موحدة تصف شيء ما أو وضعية معينة.

تأثير التأمل بلغة الأم يرفع من تأثيره بشكل كبير، على الرغم من أن الهدف من ممارسة التأمل يفوق أي لغة أو لكمات، إلا أنه لا يحررنا منها، وبالأخص عندما نريد أن نعبر عن مشاعرنا وتجاربنا للآخرين.

عندما يتم ممارسة التأمل بلغة أخرى غير لغة الأم الخاصة بك، من الممكن أن تواجه عوائق وصعوبة في فهم المغزى من وراء ممارستك للتأمل، وهنا يكون تأثيره ليس بالقوة اللازمة أو المطلوبة.

ممارسة التأمل بلغة الأم أمر بالغ الأهمية، فهو يساعدك في تحقيق الفوائد المرتبطة بها، كما تقلل من فرص استصعاب فهم المدرب بالتالي عدم التركيز على الهدف الأساسي من الممارسة.

لكن من المهم أن يدرك المدرب أهمية وجود بعض من الكلمات الأصلية من التأمل، سواء في بداية التمرين أو نهايته أو حتى خلاله، وعلى المدرب شرح هذه الكلمات والمصطلحات من ثم تكريرها حتى يتمكن الشخص الممارس من فهمها واستيعابها.

التأمل في المنزل واللغة

هناك العديد من الأشخاص الذين يفضلون ممارسة التأمل في المنزل، بعضهم يقوم بنفسه بقيادة هذا التمرين، في حين أن البعض الآخر يستمعون لتسجيلات أو يستخدمون تطبيقات تساعدهم بذلك مثل تطبيق توازن.

إن كنت من الأشخاص الذين يقودون نفسهم في التدريب فأنت لست بحاجة إلى لغة، وهنا تكمن ضرورة فهم أن التأمل غني عن كل اللغات في العالم، وهي عبارة عن ممارسة داخلية يقوم الفرد بها.

 خلاصة: صحيح أن تأثير التأمل بلغة الأم يرفع من تأثيره بشكل ملحوظ، ولهذا ننصحك بالبدء بممارسته مع مختصين يتحدثون لغتك في بداية الأمر، ومن ثم بإمكانك الانطلاق إلى لغات أخرى.