لليقظة الذهنية العديد من الفوائد الصحية المختلفة، ولعل أهمها تحسين الذاكرة، فكيف من الممكن القيام بهذا الأمر؟ إليك كل المعلومات حول اليقظة الذهنية وتحسين الذاكرة.
اليقظة الذهنية وتحسين الذاكرة تعد من أهم العلاقات المبنية في هذا السياق، لكن كيف يمكن الإستفادة من هذه الفائدة وكيف من الممكن تحقيقها؟
واحد من الأمور المهمة جدًا للذاكرة هو القدرة على التفرقة بين الأحداث والأشياء والأشخاص في الأرض الواقع، وتلك التي يتخيلها العقل البشري فقط، فعندما تكون شاهدًا على حادثة ما، فإن قدرتك على التذكر تعتمد على تذكر الحقائق أو تلك الأمور التي رأيتها أو سمعتها.
هذه القدرة على التفريق بين الذاكرة الحقيقية أو تلك التي يختلقها الدماغ تحتاج إلى ما يعرف بمصدر الذاكرة، ولكما كان هذا المصدر أكثر دقة، تكون قدرتك على التذكر واسترجاع المعلومات الحقيقية أفضل، وهنا يأتي دور اليقظة الذهنية وتحسين الذاكرة.
العلاقة بين اليقظة الذهنية وتحسين الذاكرة
وجدت دراسة نشرت في عام 2015 في المجلة العلمية (Psychological Science) أن ممارسة اليقظة الذهنية تعمل بشكل أساسي على التقليل من التوتر والقلق، والألم وتساعد في تحسين الشعور بشكل عام.
إلى جانب ذلك، اعتقد الباحثون أن اليقظة الذهنية من شأنها المساعدة في تحسين دقة مصدر الذاكرة، ففي حال توقف الإنسان عن تحليل الأفكار التي تدور في ذهنه سيكون من الأصعب عليه التفرقة بين الأحداث الواقعية أو تلك التي لم تحدث.
ومن أجل التحقق من ذلك، قام الباحثون بتجربة صغيرة وباستهداف عدد من المشتركين، حيث قاموا بطرح 15 كلمة عليهم، وكل مجموعة من الكلمات وصفت شيء ما دون قول الكلمة تحديدًا، مثل: زجاج، ألومنيوم، مقبض. هذه الكلمات تصف كلمة النافذة إلا أنها غير موجودة بين الكلمات.
في النتائج وجد الباحثون أن 25-30% من المشاركين أكدوا أنهم سمعوا كلمة نافذة من بين الكلمات، وهنا يأتي دور اليقظة الذهنية وتحسين الذاكرة والمساعدة في التفرقة بين الأحداث الواقعية عن تلك غير الواقعية.
ولاحظ الباحثون في الدراسة أن اليقظة الذهنية تساعد في خلق وقت من الزمن تساعد الأشخاص على تقليل تقييم المعلومات والأشياء الجديدة التي يحصلون عليها، مما يقلل من كمية الأفكار حولها وبالتالي تقليل التوتر وتحسين الذاكرة.
ممارسة اليقظة الذهنية من أجل تحسين الذاكرة
إذًا وبعد أن تعرفت على دور اليقظة الذهنية في تحسين الذاكرة من المهم أن تحاول ممارسة ذلك.
لتسهيل الموضوع نقدم لك بعض الخطوات البسيطة التي من شأنها أن تساعدك في ممارسة اليقظة الذهنية من أجل تحسين الذاكرة والتمتع بالفوائد الصحية العديدة المرتبطة بها:
- قم بالجلوس بغرفة هادئة مع إضاءة خافتة، اجلس على وسادة مخصصة على الأرض وحافظ على استقامة ظهرك.
- من الممكن أن تقوم بإغلاق عينيك أو انزال نظرك للأسفل باتجاه الأرض
- الآن حاول تفرقة الأفكار التي تدور بذهنك..هذه الفكرة واقع..هذه الفكرة خيال
- حاول التقليل من الأفكار الماضية أو المستقبلية والتركيز على تلك الموجودة في الواقع
- استخدم تقنية التنفس من أجل مساعدتك في ذلك، قم بالتنفس بعمق وهدوء
- الآن حاول إفراغ الدماغ من أي أفكار عن طريق التركيز على عملية التنفس فقط.
ممارسة اليقظة الذهنية في البداية قد تكون صعبة، لذا ننصحك بالبدء في المنزل، من ثم من الممكن ممارستها بأي زمان ومكان والتمتع بفوائدها.
إن كنت تعاني من مشاكل في موضوع ممارسة اليقظة الذهنية وتواجه بعض الصعوبة بذلك، من الممكن التسجيل بمركز مختص والالتحاق بالحصص التي تساعدك بذلك، أو من خلال استخدام تطبيق توازن الذي سيكون معك خطوة بخطوة.