يعتبر الخوف من المستقبل أحد التحديات التي تواجه أغلب الناس في مسيرتهم اليومية، فالخوف من المجهول أمرًا طبيعيًّا ولكن تكمن المشكلة إذا زاد هذا الخوف عن الحد الطبيعي ليصبح هاجسًا يولّد القلق والتشاؤم لصاحبه، ويعيق النجاح والتطور والانطلاق نحو مباهج الحياة.
في هذا المقال نناقش أبرز الأسباب النفسية التي تستدعي الخوف من المستقبل.
الأسباب النفسية للخوف من المستقبل
يكمن الخوف من المستقبل في الأسباب النفسية الآتية:
-
سمات الشخصية القلقة عند الإنسان
يتسم بعض الأشخاص بنظرة تشاؤمية قلقة نحو الغد؛ فتجده يغذّي أفكاره بالخوف المرضي والأوهام الباطلة التي لا وجود لها من الأساس ويبني عليها الأحكام والقرارات ويعود السبب في ذلك إلى سمات الشخصية القلقة أو الشخصية الشكاكة (الوسواسية) على حدٍ سواء.
-
الإصابة بمرض القلق نفسه
تجدر الإشارة إلى أهمية التمييز بين مرض القلق وسمات الشخصية القلقة في التأثير على الإنسان.
فالشخصية القلقة تأتي من طبيعة الشخص منذ الولادة كالشعور بالتردد المستمر والمثالية المفرطة وغيرها.
أما مرض القلق فيأتي نتيجة التعرض لصدمةٍ أو موقفٍ ما في فترةٍ معينة من حياة الإنسان ليحتل الخوف قلبه ويسيطر القلق على أفكاره ومجريات حياته المستقبلية.
-
الأفكار الذهانية أو الضلالات
تعتبر الأعراض الذهانية مثل نقص في التركيز، أو تخيّل أمور غير موجودة في الحقيقة من الأسباب المهمة التي تحفّز مشاعر الخوف من المستقبل.
فيعتقد الشخص اعتقادًا جازمًا وتامًّا من بعض الأفكار السلبية والأوهام نحو المستقبل وتكون في غالب الأحيان أفكاراً واهية تجعله في خوفٍ وقلق مستمرٍ من المستقبل لا مبرر له في حقيقة الأمر.
علاج الخوف من المستقبل مرتبط ارتباطًا كبيرًا في علاج القلق
تعتبر مشاعر القلق والتوتر من الأسباب الرئيسية التي تغذي الشعور بالخوف من المستقبل، لذا لا بد أولًا من علاجها والسيطرة عليها وتحقيق التوازن قدر الإمكان مع هذه المشاعر وذلك من خلال النظر والبحث في أسباب القلق نفسه وهي كالآتي:
- الأسباب الصحية كأمراض القولون العصبي، ووجود مشاكل في الغدة الدرقية؛ ففي الغالب يرافق مثل هذه الأمراض وغيرها أعراضًا تحفّز الشعور بالقلق لذا يجب معالجة هذه الأمراض أولًا للتخلص من هذه المشاعر وتجنبها مستقبلًا.
- الأسباب النفسية والروحية الأخرى والتي يمكن علاجها من خلال جلسات التأمل أو التنبيه الذهني وذلك بتحديد 10 دقائق يوميًّا، يتم فيها ممارسة تمارين للتأمل الذهني بما فيها التنفس العميق المنتظم، والتي لها الأثر الكبير في التخلص تمامًا من مشاعر القلق والخوف من خلال زيادة التركيز وتدريب العقل على عدم التشتت في الأفكار والخوض فيها.
الخوف من المستقبل مجرد فكرة في عقلك
كلٌّ منّا في لحظةٍ ما ينتابه الخوف على نفسه وقلبه وأحبابه من المستقبل، ولكن الخوف المفرط يجعل من الإنسان شخصًا بائسًا ومترددًا.
لذا يجب أن تدرك أنّ مشاعر الخوف تبدأ من أفكار موجودة في عقلك في الغالب تكون أفكارًا غير موجودة على أرض الواقع.
ننصحك للتخلص من تعظيم فكرة الخوف من المجهول بعدم ترديدها مع نفسك والتحدث بها دومًا، على العكس من ذلك قم بتجربة تكرار بعض الكلمات الإيجابية أمام نفسك مثل “أنا أشعر بالأمان والطمأنينة”، “أنا شخص يحب المغامرة وتجربة كل شيء جديد” وهكذا.
مع مرور الوقت والتدريب المستمر على غرس هذه الأفكار البسيطة في عقلك ستتلاشى مشاعر الخوف هذه شيئًا فشيئًا وتشعر بالسكينة والسلام تجاه المستقبل الواعد وتُقبل عليه بكل ثقةٍ وحماس.