تغيرت الأفكار والمعتقدات المتعلقة بأدوار الجنسين بشكل كبير في الخمسين عامًا التي مرت، إذ أن الأنماط التي أثرت في السلوك البشري لا زالت بصمتها قوية، لا سيما العلاقات بين الأمهات والأبناء خلال مرحلة المراهقة، ولكن ومن خلال وضع الحدود لجميع الأطراف، وإيجاد لغة حوار مناسبة يُمكن تخطي هذه العقبة والوصول إلى بر الأمان في هذه المرحلة، لا سيما وإن شعرت يومًا بأنك تقول في داخلك أكره أمي وأتمنى أن أعيش لوحدي.

أكره أمي وأتمنى أن أعيش لوحدي

أكره أمي وأتمنى أن أعيش لوحدي، جملة قوية تحمل بين ثناياها السلبية والعنف والاستنكار لما قدمته الأم، وإن فكرت في هذه العبارة لحظة غضب أو نعيتها لوالدتك لأسباب محددة فربما تكون لحظة عابرة لا داعي للتوقف لها سوى بالندم والاعتذار، ولكن إن كنت تردد هذه العبارة على الدوام، وتشعر وكأنها تكبر في داخلك، فلا بد أن تعرف ما هي أسباب هذه الكراهية تجاه والدتك، ويجب أن تأخذ الأمر على محمل الجد وتحاول حلّه.

أهم القواعد لبناء روابط وثيقة بين الأم والابن

يتطلب التواصل مع الأبناء مهارات معينة يجب اكتسابها، منها:

  • احترم طفلك وكأنه إنسان غريب، واصغ له جيدًا وإن كانت فكرته مغلوطة، ثم ناقشيه بطريقة منطقية ودبلوماسية.
  • ابق على اتصال مع ابنك، بمكالمة هاتفية أو رسالة أو صورة عندما يكون غائبًا.
  • وطدي جسر المحبة بين أفراد عائلتك من خلال دعوتهم جميًعا إلى تناول وجبة العشاء معًا، أو فنجان من القهوة، خلال عطلة نهاية الأسبوع لمناقشة أهم المواضيع المتنوعة.
  • تجنبي زيارة منزل ابنك بكثرة، واجعليها زيارات قصيرة خفيفة، بعد الاتصال وأخذ الإذن بالقدوم.
  • تجنبي معاملة ابنك على أنه طفل لا يعرف اتخاذ القرارات، فطفلك قد أصبح بالغًا راشدًا يعرف تمامًا ما يريد.
  • عبري على الدوام بحبك لابنك، وحاولي أن تشعريه بحنانك وعطفك مهما كان عمره.
  • حافظي على الحدود الصحية بينك وبين ابنك، فوازني بين علاقته معك ومع والده وأنها علاقة مختلفة تمامًا مع زوجته.

دور الابن في تحسين العلاقة مع الأم

يُمكن أن يكون الابن واعيًا قادرًا على حل الخلاف والفجوة بينه وبين أمه، وذلك باتباع إحدى الطرق التالية:

  • النقاش والمواجهة: اختر وقتًا مناسبًا وادعو والدتك لجلسة حوارية، هادئة خالية من الضوضاء، حالما يكون بالطبع المزاج هادئ، ابدأ بالحديث عما يجول في خاطرك دون تجريح أو إلقاء أي لوم عليها، فليكن هدفك حل المشكلة لا التركيز على صغائر الأمور، فبهذه الطريقة قد ينجح كلا الطرفان من الوصول إلى حل وعلاج للمشكلات التي تركت الفجوة تتسع بينكما.
  • تغيير التفكير الذاتي: إن كانت والدتك من النوع الذي يُفضل عدم النقاش، وتعتقد بدورك أنها ستوبخك أو ستسرد العديد من المواقف السابقة أمامك، فلا داعي لمناقشتها، ركز على الطريقة التي يجب أن تغيرها بذاتك لتكتسب ثقة والدتك من جديد، وحاول معرفة السلبيات التي من شأنها إيصالك لهذه المشاعر.
  • التوجه لأحد أفراد العائلة: يُمكنك الفضفضة مع الأب أو العم أو الخال أو صديقة مقربة للوالدة، إن كان باعتقادك أن والدتك يجب أن تغير ما بذاتها، فقد يؤثر أحدهم عليها وتبدأ بالتغيير ومحاولة كسبك جوارها.