دعني بدايةً أوضح لك مفهوم الشخصية في علم النفس حيث يُقصد بها مجموعة الصفات والسمات الشخصية التي تشكّل النمط السلوكي وتشمل الجانب النفسي والجسدي والعقلي للشخص، لذا تعتبر معرفة أنواع الشخصيات وكيفية التعامل معها مهم جدًا في تحليلها ودراستها بناءً على هذه السمات الظاهرة للآخرين وأهميتها في تشكيل حياتنا بأكملها، وتوجد ثلاثة مجموعات لتصنيف الشخصيات وكل مجموعة تشمل على ثلاثة أنواع.

ما هي أنواع الشخصيات وكيفية التعامل معها؟

فيما يأتي تفصيل لكل نوع من أنواع الشخصيات وكيفية التعامل معها: 

  • المجموعة العقلية

تعتمد هذه المجموعة على العقل والتفكير، والتحليل، والتدقيق، والملاحظة في بناء العلاقات واتخاذ القرارات في المواقف المختلفة في الحياة العملية والاجتماعية، وفيما يأتي الأنواع الثلاثة لهذه المجموعة: 

  1. الشخصية المفكرة والباحثة: تتميز الشخصية المفكرة بحبها للمعرفة والتعلّم المستمر وفيما يأتي أبرز الصفات الأساسية لهذه الشخصية: 
  • تفهم الأمور بعمق وعلى حقيقتها. 
  • تقرأ وتبحث كثيرًا. 
  • تفكر بواقعية. 
  • تخلق الحلول لجميع الأفكار المطروحة. 
  • تتميز بالموضوعية والتحفّظ. 

يعتبر الشخص المفكّر مميزًا في تكوين العلاقات؛ فهو يمنح الحرية الكاملة للشريك لذلك يُفضل الابتعاد عن فرض السيطرة في العلاقة وإعطاء مساحة كافية للمفكّر فلا تركّز على انشغاله الدائم والتعامل معه بمرونة أكثر وأريحية مطلقة. 

  1. الشخصية المخلصة والشكّاكة: تتميز الشخصية المخلصة بحاجتها إلى الشعور بالأمان لذلك تلجأ إلى الإخلاص والوفاء تجاه الأفكار أو الأشخاص المحيطين بها والتعلق في منطقة الأمان والراحة الخاصة بها، لذلك تجمع الشخصية المخلصة التضاد في سلوكياتها، حيث يمكن أن تجدها شخصية شجاعة في مواقف وجبانة في مواقف أخرى فهي من الشخصيات القلقة وتحتاج إلى بيئة داعمة لها عاطفيًّا واجتماعيًّا. 
  2. الشخصية المغامرة: يعتبر الدافع المحفّز للشخصية المغامرة هو الشعور بالسعادة والمتعة فهي محبة للحياة والتغيير، وتتميز بأنها متفائلة وواثقة وتتمتع بكاريزما جذّابة إضافةً إلى قدرتها العالية على خلق وصناعة الأفكار الجديدة ولا تهتم كثيرًا بالتفاصيل الدقيقة، لذا عند التعامل مع الشخصية المغامرة يجب الابتعاد عن تعريضها إلى الضغط والضيق لأنها قد تتحول إلى شخصية نرجسية ومتحكمة، فبدلًا من استخدام أسلوب التهريب استبداله بالترغيب وتجنب صيغة الأمر في التعامل معها. 
  • المجموعة العاطفية

تُعرّف مجموعة العاطفة بأنها المجموعة التي تهتم بالمشاعر والعواطف أكثر من العقل فهي تسمى أيضًا بمجموعة القلب وفيما يأتي أهم هذه الشخصيات: 

  1. الشخصية المنجزة: يستطيع الشخص المنجز تحويل الأهداف والأفكار إلى نتائج ملموسة ومرضية لذلك فإن التميز والنجاح من الصفات الأساسية في شخصيته، إضافةً إلى وجود الرغبة والقابلية المستمرة على التطوير واكتساب المهارات، ولكن توجد بعض الصفات السلبية التي تتحكم في الشخصية المنجزة غير المتوازنة  كالغرور والنرجسية والمنافسة الشرسة. الشخصية المنجزة لا تجيد التعبير عن نفسها كثيرًا لذلك يجب المصارحة أولًا بأول والمناقشة في جوانب العلاقة وتحديثها باستمرار، مع أهمية التقدير والإطراء على إنجازات الشخص المنجز.
  2. الشخصية العاطفية الحالِمة: تعيش الشخصية الرومانسية جميع المواقف بعاطفة جيّاشة؛ فتراها تعيش الفرح بكل حالاته وكذلك الحزن، وتتفهّم الآخرين بحب وعطف كبيرين فهي مرهفة الحس بشدة، وتتميز أيضًا بتفرّدها عن غيرها في إبراز شخصيتها وأفكارها. تُجيد الشخصية العاطفية التوافق في المشاعر والتوازن العاطفي في العلاقات، لذلك فهي تحب إظهار المشاعر والحب والتواصل بالكلمات اللطيفة والجميلة.
  3. الشخصية المساعدة والمِعطاءة: تتميز الشخصية المعطاءة بأنها تُعطي بلا حدود، فالشخص المعطاء يُشعِر الآخرين بعمق تأثير العطاء في حياتهم فتجده حنونًا ويتصف بإيثار الذات بشكل كبير، وهذه الشخصية تشعر بعدم الأمان الداخلي لذلك هي تعطي دائمًا لتشعر بالحب والتقدير من الآخرين.
  • المجموعة الحدسية

المجموعة الحدسية هي المجموعة الأخيرة في أنواع الشخصيات وكيفية التعامل معها، حيث تعتمد هذه المجموعة على الحدس والشعور الداخلي القوي تجاه نفسها والآخرين في التعامل معهم وإصدار الأحكام واتخاذ القرارات المختلفة، وهذه هي الأنواع الثلاثة منها: 

  1. الشخصية الكمالية والمثالية: وهي الشخصية التي تسعى دائمًا نحو التميّز والتفرّد في نفسها أولًا وفي الآخرين ويتميز الشخص الكمالي ببعض الصفات وهي كالآتي:
  • يهتم كثيرًا بأصغر التفاصيل، لذلك في الغالب يكون صاحب هذه الشخصية مرهق ومتعب من تتبع التفاصيل الدقيقة. 
  • يحب النظام والمبادئ والترتيب المثالي في كل وقت. 
  • يتميز بالحكمة والكاريزما على قيادة الجموع. 
  • ينطوي على نفسه عندما يغضب ويفرح وينفتح عندما يُنجز. 

يُنصح عند التعامل مع الشخصية الكمالية تقديم الإطراء والمديح وتقدير الأفعال التي يتم إنجازها وإظهار الامتنان لها؛ فالشخص الكمالي يتعامل مع الأمور بحدية إما أبيض أو أسود لا خيار ثالث عنده لذلك من الأفضل التوجه نحو المرونة في التعامل واستخدام العاطفة أكثر معهم. 

  1. الشخصية المسالمة والمتسامحة: تتميز الشخصية المسالمة بالسلام الداخلي والتوازن والهدوء في نفسها والمحيط الذي تعيش فيه، وهذه بعضًا من الصفات الرئيسية لهذه الشخصية:
  • القدرة على كتم الغضب. 
  • القدرة الكبيرة على الصبر. 
  • التعاطف مع الآخرين والتأثر بهم. 
  • عدم التعلم من أخطاء الماضي. 
  • الطيبة الزائدة. 
  • محبة للشريك المتفهم ولا تفضل السيطرة في العلاقات. 

يميل أصحاب الشخصية المتسامحة إلى الاهتمام بلغة الجسد مثلًا، عند مقابلة أحدهم صافح بحرارة وحب وكذلك الانتباه إلى نبرة الصوت وإيماءات الوجه عند الحديث والتعامل معهم. 

  1. الشخصية القيادية: يعتبر الحافز المحرّك للشخصية القيادية هي القوة فتظهر جليًّا في الملامح الجسدية والعقلية والعاطفية وهي الانطباع الأول أمام الآخرين، وفيما يأتي أبرز سمات الشخصية القيادية: 
  • الثقة العالية بالنفس ويأخذ زمام المبادرة دائمًا. 
  • الاعتماد على النفس والاستقلالية العالية. 
  • صاحب كاريزما وملفت للانتباه وجريء. 
  • تجنّب إظهار الضعف أمام الآخرين. 
  • تميل إلى التسلط والعناد. 
  • محبة للتملّك في العلاقات. 
  • القدرة على تجاوز العقبات والبدء من جديد. 

وللتعامل مع الشخص القيادي يجب الابتعاد عن أسلوب اللوم والتعامل بالقوة والنّد واستبداله بالاعتزاز والفخر به، وفي العلاقات المتوازنة يكون الشخص القيادي قادر على حماية أفراد أسرته والدفاع عنهم وتقديم الحب لهم.