تكمن أهمية العلاج النفسي للإدمان في كون الإدمان ليس مشكلة عضوية تنتهي بانتهاء أعراضها. ففي البداية، يكون دور العلاج النفسي هو دفع المصاب بالإدمان إلى العلاج وتعريفه بفوائده وما سيجنيه منه؛ وبعد زوال الأعراض، يبقى المصاب عرضة للانتكاس، وذلك يجعل العلاج النفسي مهما حتى بعد علاج الإدمان.
أهمية العلاج النفسي للإدمان
من الممكن تلخيص فوائد العلاج النفسي للإدمان بالآتي:
- منح المصاب بالإدمان وجهة جديدة للتفكير: وذلك يجعله يلحظ الأفكار والسلوكيات التي تحثه على استخدام المادة المدمن عليها، فالعلاج النفسي يساعده أيضا في التخلص من هذه المثيرات بتعليمه أساليب جديدة للسيطرة عليها ومنع حدوثها.
- تقديم الدعم: يشعر مصابو الإدمان بأنهم ليس لديهم من يعتمدون عليه أو يلجؤون إليه في هذه الأوقات العصيبة، وذلك يجعل وجود المعالج النفسي مهما في حياة المصاب كونه مصدرا لدعمه وأشعاره بوجود من يهتم بأمره.
- الوقاية من الانتكاس: ولعل أهمية العلاج النفسي للإدمان هذه وحدها تكفي لتعريفنا بضرورته، إذ إن المصاب بالإدمان يكون عرضة للانتكاس، ففي حالة شعوره بالرغبة في تعاطي المادة المدمن عليها أو بدء اجتياح الأفكار المتعلقة بالإدمان له، عليه بالتواصل الفوري مع الاختصاصي النفسي المعالج من أجل الوقاية من حدوث ذلك. وتتطلب وقاية المصاب من الانتكاس معرفة المعالج النفسي بالآتي للتمكن من وضع خطة في حالة ظهور علامات وأعراض تدل على قرب حدوثها:
- التاريخ الإدماني للمصاب بالتفصيل إضافة إلى معرفة ما إن كان قد تعرض لانتكاس في السابق أم لا.
- أفراد عائلة المصاب ومعارفه ممن يستطيعون تقديم الدعم له والتأثير الإيجابي فيه في حالة ظهور أعراض انتكاسية عليه.
- نمط حياة المصاب، وذلك بهدف إيجاد طرق لتغييره في حالة ظهور أعراض انتكاسية.
- الأعراض والعلامات التي يشعر بها المصاب لمعرفة ما يطرأ عليها وتحديد ما إن كان من المحتمل أن تكون دالة على الانتكاس أم لا.
- المساعدة في استعادة العلاقات الاجتماعية: قد يفضي الإدمان في أحيان كثيرة إلى تدمير علاقة المصاب بمن حوله من أصدقاء وحتى أفراد العائلة، وهنا يأتي دور المعالج النفسي لإسداء النصح من أجل استعادة العلاقات وإنشاء صداقات صحية جديدة.
دور ممارسة التأمل في علاج الإدمان
يؤدي التأمل دورا مهما فيما يتعلق بعلاج الإدمان، وقد أكدت الدراسات ذلك، إذ وجد أن ممارسته تقلل من تعاطي المواد المسببة للإدمان، سواء أكانت من المخدرات أم الكحول. ومن الجدير بالذكر أن الإدمان يرتبط ارتباطا وثيقا بالقلق واضطراباته، وقد وجد أن للتأمل دورا فعالا في علاج القلق، وتكون ممارسته إما على أيدي مختصين أو فرديا، إذ تعد ممارسته سهلة ولا تتطلب جهدا كبيرا ولا وقتا طويلا لتعلمها.
وننصحك بتحميل تطبيق توازن من أجل تعلم أسهل أساليب التأمل والتعرف على معلومات شاملة عن أنواعه المختلفة، فضلا عن الاستمتاع بتأملات وبودكاست عديدة.