بالطبع لكل منا ماضٍ يرتبط بنا إن كان سلبيًا أم إيجابيًا، وقد يخطر بالبال أحيانًا هذا الماضي، ولكن الاستمرار في التفكير به أو ما قد حدث فعلًا في الماضي قد يُسبب التوتر والضيق والقلق، لا سيما إن كانت أحداثًا ترتبط بمشاعر سلبية، فكيف يكون التفكير بالماضي؟ وما هي أهم الاستراتيجيات للتخلص من التفكير في الماضي؟

التفكير بالماضي

يُعرف التفكير بالماضي على أنّه حلقة متكررة من الأفكار السلبية المتعلقة في الماضي، والتي بدورها لا تجعل الإنسان يتوقف بالتفكير فيه حتى وإن رغب في ذلك، فذلك القلق المفرط الذي يعود بالإنسان مرارًا وتكرارًا إلى ماضيه يتشبث فيه طالما أنّه لا يُفكر في الحلول أو الطرق الممكنة للتخلص من كابوس التفكير بالماضي.

لماذا نفكر دائمًا في الماضي؟

لماذا نفكر دائمًا في الماضي؟ لأنّ الحاضر ما هو إلا جزء من الماضي، ما هو إلّا إكمال مسيرة ذكريات صنعها الإنسان فيما قبل، ومواقف وعبر استفاد منها لينقلها بأيامه إلى الحاضر، فالماضي سلم أعلاه الحاضر، ولكن قد يكون التفكير في الماضي بشكل متكرر ويومي أمر مزعج وموتر ومقلق، مما يستدعي صاحبه في الرغبة من التخلص منه حتى وإن كان هذا أمر طبيعي.

إنّ جميع البشر يفكرون في ماضيهم ولكن تتفاوت حدة التفكير من شخص إلى آخر، فلا يُمكن محو سنوات ومواقف من الذكريات المترسخة في الدماغ في كبسة زر، وبدلًا من التفكير في الماضي قد يكون الهدف الواقعي هو التفكير بالماضي بشكل أقل أو اكتساب القدرة على السيطرة على العقل عند التفكير في الماضي، وبمعنى آخر إنّ الهدف الأساسي هو قدرة الإنسان على التحكم في التفكير في الماضي أو إيقافه عند اللزوم.

كيف يؤثر التفكير في الماضي على الصحة العقلية

إنّ التفكير في الماضي يؤثر على صحة الإنسان العقلية، كما أنّ تكرار ذات الأفكار السلبية مع مرور الزمن، لها آثار بعيدة الأمد، حيثُ يُمكن أن يُسبب إدمان التفكير في الماضي الأضرار التالية:

  • زيادة أعراض القلق والتوتر والاكتئاب.
  • العيش برهبة دائمة.
  • ضعف القدرة على التركيز.
  • تثبيط الإنسان والمشاعر الإيجابية والتحفيزية.
  • إضعاف قدرة الإنسان على التركيز.
  • الإصابة بالأرق.
  • الشعور بالإرهاق والحزن والغضب الدائم.

نصائح للتوقف عن التفكير في الماضي

تُساعد النصائح الآتية في التوقف عن التفكير في الماضي:

تخلص من الناقد الداخلي

 يجب أن تدرك تمامًا أنك لست سيئا أو ضعيفًا، فالتركيز على الماضي يُسبب إحباط النفس التي تُعزز التفكير السلبي والشعور بالضيق والقلق والتوتر، فقد لا تكون قادرًا على تغيير الماضي، ولكنك حتمًا ستكون قادرًا على تغيير الحاضر وصناعة المستقبل.

حوّل تركيزك

بدلًا من التركيز على الماضي وعلى تلك الأمور السلبية حوّل تركيزك وانتباهك للعلاقات أو الوظائف أو الهوايات التي يجب أن تكون منغمسا فيها بالوقت الحالي.

غيّر الاتجاهات

عندما تجد نفسك في الماضي غيّر وجهتك لتفكر في الحاضر، حتى وإن كان الأمر صعبًا في بداية الأمر، فمع المحاولة والتكرار يُمكن الوصول إلى هذه النتيجة، وعلى سبيل المثال فور التفكير في الماضي انظر أمامك وحاول إيجاد جميع التفاصيل الممكنة لما وقع ناظريك عليه، حيثُ يُمكنك إلقاء نظرة على الظلال أو الألوان أو الأنسجة أو الطبيعة.