هل تؤثر الشاشات الذكية على الصحة النفسية؟ هل يزيد قضاء ساعات على الهاتف من حدة التوتر والقلق؟ هل تؤثر الشاشات على العلاقات الاجتماعية؟ هل هي مفيدة أم لا؟ جميعها أسئلة أجوبتها في هذا المقال الذي يتناول الشاشات وأثرها على الصحة النفسية.
أين هاتفي؟
الشاشات فيما بينهما الهاتف الذكي أخطبوطًا يمد أذرعته في كل مكان، إذ يمكنك مشاهدة فيلمك المفضل على الهاتف، والاستماع للموسيقى أيضًا، كما يمكنك قراءة كتاب، وحجز موعد، وطلب أنواع مختلفة من الأطعمة أو المواد التموينية المتنوعة بكبسة زر عبر الهاتف ليتم إيصالها لمنزلك بكل سهولة ويسر.
أصبحت الشاشات عابرة للحدود بوجود الإنترنت، فهي لا توفر عناصر مادية متاحة فقط، بل تعدت ذلك وربطت بين الأشخاص عبر مكالمات الهاتف، والبريد الإلكتروني، ومحادثات الفيديو، ومواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، وبالطبع ذلك لا يقتصر فقط على الهواتف، فهنالك العديد من يمتلك أجهزة لوحية كالتابلت، وأجهزة الكمبيوتر المحمولة، وأجهزة الذكاء الاصطناعي.
الدوبامين وارتباطه بالشاشات والهواتف الذكية
يُعد الدوبامين مادة كيميائية تتفاعل مع الدماغ، وتؤثر على المشاعر والسلوكيات، موجهة العقل والجسم للتحرك أو التوجه أو شد الانتباه، للشعور بالعادة والمتعة والإدمان، وقد أكد الباحثون علاقة إفراز الدوبامين باستعمال الشاشات والهواتف الذكية، إذ أنّ الحالة التي يمر بها الأشخاص عند استخدام مواقع التواصل الاجتماعي هي حالة ترقب وشغف، مما يزيد من إفراز الدوبامين، حيث يولد ذلك الرغبة والشعور بالحاجة لإمساك الشاشات وترقب المزيد ومتابعة كل الأحداث والأخبار.
الشاشات وأثرها على الصحة النفسية
الشاشات وأثرها على الصحة النفسية أمر لا يُستهان به بتاتًا، فسنذكر تاليًا أبرز آثار الشاشات المختلفة على الصحة النفسية:
- التأثير على جودة النوم: نظرًا لسهولة استعمال الشاشات ووفرتها بالقرب من موضع النوم، وامتثالًا للروتين اليومي الذي يجعل معظم الأشخاص يستخدمون الهاتف قبل النوم، لتصفح مواقع التواصل الاجتماعي أو لقراءة كتاب، أو لمشاهدة فيلم، وبذلك تنخفض جودة النوم بحسب الأبحاث، كما يرتفع بذلك معدل القلق والتوتر.
- قلة الثقة بالذات: مواقع التواصل الاجتماعي سلاحًا ذو حدين، إذ تُقرب البعيد، وتسمح للأشخاص بالتواصل والاطمئنان عن بعضهم البعض، ولكن ونظرًا لأنّ الحياة أصبحت على طبق مشترك، فأصبحت وسائل التواصل الاجتماعي طريقًا ميسرًا لخلق مقارنات مختلفة بين الأشخاص، فقد يقارن أحدهم الشكل أو طريقة الحديث أو عدد المعجبين فيتصور بباله حياته وكأنها مثالية، مما يولد شعور بقلة الثقة وبأن الآخرين أفضل منه.
- قلة الحركة: بالطبع فإنّ زيادة الوقت الذي يتم قضاءه على الشاشات الذكية، يحد من الحركة لا سيما وأنّ هنالك ألعابًا افتراضية تولد شعور الحركة دون القيام بساكن.
- الحد من العلاقات الاجتماعية: إذ توفر الشاشات عالمًا افتراضيا قد يُغني عن التواصل البصري والسمعي مع الآخرين، مما يحد من العلاقات الاجتماعية، ويضعها ضمن دائرة ضيقة جدًا، بحجة الوقت.
بدائل صحية للحفاظ على الصحة النفسية
قضاء وقت على الشاشات جزء لا يتجزأ من الحياة، ولكن يُمكن تقليل ذلك الوقت، أو استبداله ببدائل صحية، كالآتي:
- التخلص من أية شاشات في غرفة النوم، أو الحد من استعمالها قبل النوم بما يقارب 15-30 دقيقة على الأقل، للحصول قسط من النوم المريح.
- ممارسة الألعاب الرياضية المختلفة كالمشي .
- الاستماع للموسيقى قبل النوم.
- ممارسة التأمل واليوغا، حيث كلا منها له تأثير كبير في تحسين الصحة النفسية، وتقليل القلق والتوتر.