تكمن أهمية العاطفة في كونها تؤثر في جوانب مختلفة من السلوك والتفكير، فهي قد تجعلنا نتصرف بحدة أو نتخذ قرارات خاطئة، وقد تجعلنا أيضا نتصرف بلطف ولين وتساعدنا في اتخاذ القرارات الصائبة، وذلك يعتمد على نوع العاطفة التي نشعر بها. وفي هذا المقال سنتعرف على تأثير العاطفة على الفكر.
تأثير العاطفة على الفكر
تشمل أبرز التأثيرات التي تصنعها العاطفة في الفكر الآتي:
- تضييق الرؤية: تؤدي بعض أشكال العاطفة القوية، أهمها الغضب والخوف، إلى تضييق الرؤية، الأمر الذي يجعل الفكر محدودا وموجها نحو اتجاه واحد فقط. فعلى سبيل المثال، عند الشعور بالغضب يتضخم حجم المشاعر والرغبات، في حين أن التفكير بالأهداف والطموحات يتضاءل.
- التحيز: يشمل تأثير العاطفة على الفكر التحيز في الآراء وإصدار الأحكام، إذ إن الفرد يفسر الأمور حسب وجهة نظره هو حينما يكون متأثرا بعاطفة ما. فعلى سبيل المثال، من لديه حساسية تجاه رفض الآخرين له، فهو يكون متأثرا بهذه العاطفة ويفسر كل سلوك من الآخرين على أنه رفض.
- العدوى: تنتقل العواطف من فرد لآخر بالعدوى، فإن كان من حولنا سعداء، فنحن نشعر بالسعادة تلقائيا، وذلك ينطبق على العواطف المختلفة الأخرى، وذلك بدوره يعد تأثيرا فكريا.
- كيفية مرور الوقت: يرتبط تفكيرنا بمدى سرعة مرور الوقت بعواطفنا، فعندما نكون سعداء ومستمتعين بما يحدث حولنا، فإننا نرى الوقت على أنه يمر بسرعة، أما عندما نكون تحت تأثير عاطفة القلق، فالوقت يمر علينا ببطء.
- الرغبة بلوم الآخرين: عندما نكون تحت تأثير عواطف معينة، من ذلك الألم أو الغضب، فإن الفكر قد يميل نحو إيجاد من يلقى عليه اللوم لحدوث هذه العواطف السلبية، فهذا يرضي الذات ويخفف من شدة هذه العواطف.
كيف تسيطر على عواطفك
بعد أن عرفنا تأثير العاطفة على الفكر، ننتقل إلى الحديث عن مجموعة من الأساليب التي تساعد في السيطرة على العواطف من أجل التقليل من تلك التأثيرات. وإليك أبرز هذه الأساليب:
- تقبل عواطفك: من أهم الخطوات التي تسهم في السيطرة على العواطف التمكن من تقبلها، فعندما تشعر بعاطفة الحزن، على سبيل المثال، فلا تحاول إنكار ذلك، بل تقبلها كما هي، فذلك يساعد في التخفيف من الأعراض التي تتصاحب معها ويجعلك أقدر على تجاوزها.
- تجنب الضغط النفسي: تكثر مصادر الضغط النفسي في حياتنا، وقد يكون تجنبها تماما أمرا صعبا أو مستحيلا، لذلك، فعليك بالالتزام بالأساليب التي تسهم في مواجهة هذه الضغوط، ومن أبرزها الآتي:
- الحصول على نوم كافٍ.
- اقتطاع أوقات للحديث مع الأصدقاء بانتظام.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
- قضاء بعض الوقت في الطبيعة.
- ممارسة الهوايات والنشاطات المحببة.
- مارس التأمل: تشير إحدى الدراسات إلى أن ممارسة تأمل اليقظة الذهنية (Mindfulness meditation) يسهم إلى حد كبير في المساعدة في السيطرة على العواطف وتقبلها كما هي، وهنا نذكرك بتحميل تطبيق توازن للتعرف على معلومات شاملة عن التأمل بأنواعه المختلفة والاستمتاع بما يحتوي عليه من بودكاست وتأملات.