يُعتبر الخوف عاطفة من العواطف التي تنشأ مع غريزة الطفل منذ نعومة أظفاره، لذا فإن وجود هذا الشعور لدى الأطفال هو شيء طبيعي بل قد يكون صحياً أحياناً حيث إنه يساعد الطفل على تعلُم توخي الحذر ، ولكن تقول العديد من الأمهات أن طفلي يخاف كثيراً، لذا فإننا سنتعرف في هذا المقال عن مُسببات الخوف للطفل وكيفية تعامل الوالدين معها.
ما الذي يشعر الأطفال بالخوف منه؟
طفلي يخاف كثيراً، فما هي مُسببات الخوف لديه؟ اعلمي سيدتي أن طبيعة الخوف ومسبباته لدى الأطفال تختلف تبعاً لاختلاف فئات أعمارهم السنية، حيث يخاف الأطفال الرُضع من الأصوات العالية والغريبة بل إنهم يخافون أحياناً من رؤية وجوه جديدة، وهو ما يدفعهم إلى التشبث بأحد الوالدين في حال رؤية شخص غريب، ويزداد لهذا النوع من الخوف نوع آخر لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين العام الواحد إلى العامين حيث يخاف الطفل في هذه المرحلة من الانفصال عن والديه وهو ما يجعلهم يبكون ويتشبثون ويحاولون البقاء بقرب والديهم في حال تركهم في دور الحضانة أو حتى أثناء وضعهم في سرير منفصل، وبالنسبة لمن هم أكبر عمراً وحتى سن السادسة تقريباً فإن الخوف غالباً ينشأ من الأشياء التي يرسمها خيال الأطفال الخصب كالوحوش المخيفة أو ما قد يتخلونه في خزائنهم وغيرها من الخيالات الأخرى التي يظنون أنها حقيقة وموجودة بالفعل.
وتتغير طبيعة الخوف وأسبابه للأطفال الذين تزيد أعمارهم عن السبعة أعوام حيث يُصبح هذا الخوف مرتبطاً بمخاطر حقيقية لدى الطفل كأن يتواجد رجل سيئ في منزله أو أنه يخاف من حدوث زلزال أو حتى الخوف من تعرُض أحد أفراد أسرته للأذى، بل قد يُصبح الخوف لدى أطفال المدارسي مرهوناً بتوافق الطفل مع أصدقاءه أو بحله لواجباته المدرسية أو لتحصيله علامات دراسية جيدة.
كيف يمكنني المساعدة عندما يخاف طفلي؟
طفلي يخاف كثيراً فواجبي أن أحميه وأجعله يشعر بالأمان والطمأنينة، صحيحة هذه العبارة التي يرددها الأبوان في معظم الأوقات ولكنها ليست صحيحة على المُطلق؛ فلا بد أن نكون على دراية بأنه يتوجب تعليم الطفل كيفية مواجهة مخاوفه بنفسه بحيث تزداد لديه مشاعر الثقة والاستقلالية، فلا يتوجب أن نحمي الطفل من التعرض لأي مخاوف بل يتوجب تعليمه كيفية الشعور بالشجاعة أثناء مواجهة تلك المخاوف، وهو أمر يحتاج إلى التدريب، فمنذ أن يكون الطفل رضيعاً فإنه يتوجب أن يعتاد على كلمات الدعم التي توجه له من الأبوين كعبارات: “لا بأس” “أنت بأمان” “أنا هنا”، وعندما يكبر الطفل قليلاً فإنه ينبغي الاستماع إليه والتحدث إليه عن مخاوفه وأخذها على محمل الجد وعدم الاستهزاء بها بحيث يبدأ الطفل باكتساب الشجاعة بالتحدث عما يخاف منه ومن ثم مواجهته.
هل خوف طفلي طبيعي أم نحتاج إلى مزيد من المساعدة؟
يُعتبر موضوع إدارة مخاوف الأطفال من قبل الوالدين أمراً يتطلب قدراً من الجهد والوقت، لذا فإنه لا بد أن يكون الوالدين صبورين في تعاملهم مع خوف أبنائهم، ولكن وفي الوقت نفسه إذا كان الطفل خائفاً طوال الوقت أو إذا كانت مخاوفة شديدة بدرجة تعيقه عن القيام بأشياء طبيعية ومُعتادة أو حتى لدرجة تجعله يُعاني من نوبات غضب أو أعراض جسدية كتسارع ضربات القلب أو الصداع المزمن فإن هذا الأمر قد يكون مؤشراً على إصابته باضطراب القلق وهنا فإنه لا بد من الاستعانة بطبيب مختص يُتابع الطفل ويقيم حالته.