علاقة الأم الصحية بأطفالها تبدأ منذ اللحظات الأولى التي يُعلن فيها الجسد عن حمل هذا الكائن الصغير في أحشائه، فتبدأ معه العلاقة النفسية والجسدية بالتطور، ومع الساعات الأولى من الولادة تبدأ ولادة مشاعر جديدة ممزوجة بالحنان والدفء والحب والطاقة، والتي تحتاج إلى رعاية واهتمام لنموها بشكل صحي، يسلط هذا المقال الضوء على علاقة الأم بأطفالها.

علاقة الأم الصحية بأطفالها

إنّ الأساس في علاقة الأم الصحية بأطفالها هو الاهتمام، فتركيز الانتباه المطلق هو ذلك المفتاح الذي قد يكون مفقودًا عند بعض الأمهات، فيما يلي بعض النصائح الهامة لعلاقة قوية بين الأم والطفل:

  1. دعي طفلك كما يريد أن يكون وتقبليه دائمًا وأظهري رضاكِ عما يفعل، وتجنبي إعطاء التوجيهات والنصائح له طوال الوقت.
  2. راقبي طفلك دون إصدار أي حكم أو عقوبة فقط شجعيه وأعطه بعض الملاحظات بشكل لطيف.
  3. استمعي إلى طفلك وكوني مصغية له، حتى وإن كان حديثه طويلًا أو مكررًا، فقد يعكس ذلك مزاجه التي قد تستشفينها من كلماته.
  4. تابعي سلوك طفلك وراقبيه، فقد يجلس بالساعات حولك وأنت في المطبخ دون أن يهمس بكلمة، فبذلك هو يحتاجك ويحتاج إلى حضن دافئ، أو يريد أن يُعاونك دون أن يتحدث.
  5. دعي طفلك أن يكون قائدًا، فامنحيه فرصة لقرار شيء ما وعلى سبيل المثال إن اقترح طفلك نزهة أو تناول وجبة ما، فادعميه بالموافقة.
  6. ركزي في كل كلمة يتفوه بها طفلك، فذلك طريق لكشف أفكاره ومشاعره، حتى وإن كانت مخالفة لمعتقداتك.

أهمية الوقت في علاقة الأم الصحية مع أطفالها

إنّ الوقت يرعى علاقة الأم الصحية بأطفالها، فقضاء وقت ممتع هو فرصة للتعرف على أفكار ومشاعر واهتمامات كل منكما، وما هو إلّا دليل على تقدير ذاتك وطفلك في آن واحد.

حيث يُمكن أن يكون الوقت جيدًا في أي مكان أو زمان، ضمن المواقف العادية أو في عطلة نهاية الأسبوع، أو قد تكون الضحكة الحقيقة ضمن مشوار بسيط في السيارة هي الوقت الجيد، إذ تمنحك هذه اللحظات فرصة لإيصال رسائل إيجابية قصيرة مليئة بالعناق والتواصل البصري واللمسات الحنونة، ويُمكنك الاستفادة من الوقت من خلال إزالة المشتتات كالهاتف، مما يمنح طفلك قضاء وقت جدي وممتع معكِ.

أهمية الثقة والاحترام في علاقة الأم بأطفالها

إنّ للثقة والاحترام أهمية كبيرة في بناء علاقة الأم الصحية بأطفالها، فمع السنوات الأولى من عُمر طفلك يتعلم الوثوق بك من خلال مشاعر الأمان التي يشعر بها عندما يكون على مقربة منك، ومن هنا ينطلق لاستكشاف العالم المبني على الثقة التي اكتسبها، ومع التقدم في العمر، تصبح الثقة طريقاً واحداً لعدّة اتجاهات من بينها:

    1. كوني على مقربة عندما يحتاجك طفلك، ومن الأمثلة على ذلك معاونة طفلك عند السقوط، أو اصطحابه إلى المنزل بعد مشوار ما، فسينمي ذلك لديه مشاعر الثقة بك، فأينما كان بحاجتك، فأنت بجواره.
    2. التزمي بوعدك، ليثق بك طفلك، فلا تقطعي وعدًا إلّا عندما تثقين بأنك وبالنسبة لظروفك قادرة على تنفيذه.
    3. نمي هوايات طفلك، واحترمي مشاعره تجاهها، وشجعيه على تطويرها.
    4. تقبلي رأي طفلك وإن كان مخالفًا لآرائك، اسمعيه جيدًا، فهذا من شأنه إخبارك بكل ما يحدث له.
    5. اسمحي للعلاقة بينك وبين طفلك بالتطور مع النمو، حيثُ تتغير احتياجاته واهتماماته، وعلى سبيل المثال قد لا يرغب بتواجدك في الحديقة عندما يكون مع أصدقائه، على الرغم من حبه للعب معك في ذات المكان وهو صغير السن.
    6. ضعي بعض القواعد الأسرية الثابتة والواضحة وغير الصارمة، والتي من شأنها تنمية روح الاحترام والثقة بينك وبين طفلك.