ينتمي التأمل إلى الطب التكميلي الذي يعود إلى آلاف السنين، ويهدف بشكل أساسي إلى خلق هالة من الاسترخاء والهدوء والسلام الداخلي، والقضاء على العصبية والقلق والتوتر، فما هي علاقة التأمل بالعصبية؟ وكيف يتم استغلال التأمل في التخلص من المواقف التي تخرج عن السيطرة؟
التأمل والعصبية
تُعرف العصبية على أنّها رد فعل استجابة للضغوطات المحيطة المختلفة، والتي ينجم عنها مجموعة من الاستجابات الهرمونية والفسيولوجية، مثل زيادة إفراز هرمون الأدرينالين، مسببًا زيادة في ضربات القلب، وارتفاع ضغط الدم، والتعرق، وضيق في التنفس.
ويندرج التأمل ضمن قائمة الطب التكميلي للعقل والجسم، وهو عبارة عن مجموعة من الطرق والأساليب التي يتم اتباعها أو ممارستها للشعور بالاسترخاء والطمأنينة، والسلام الداخلي، وهو مصطلح شامل وواسع يهدف للتخلص من الضغوطات النفسية المختلفة، والتوتر، والقلق والعصبية بشتى أشكالها.
والتأمل علاج مطلق للعصبية والسيطرة عليها مهما كان نوعها أو درجتها، فأصل ابتكار التأمل هو التخلص من العصبية والحصول على الطمأنينة المطلقة والسلام الداخلي.
علاقة التأمل بالعصبية
علاقة التأمل بالعصبية علاقة وطيدة؛إذ يمنح التأمل النفس الهدوء والسلام، والطمأنينة، ويُقصي الأفكار السلبية، ويوسع المدارك لاستيعاب الأفكار الإيجابية، ويروض النفس في التعامل مع المواقف العصبية، ويزيد من قدرة الإنسان على الصبر والتحمل، ويخلق الاسترخاء، وكأنّ التأمل هو الدواء الفوري لعلاج العصبية، إذ يُصبح الشخص ومع استمراره بممارسة التأمل قادرًا في التحكم بالعصبية أينما كان ووقتما شاء.
علاج العصبية بالتأمل
بالطبع وكما تم ذكره في الفقرة السابقة فإنّه ومن السهل علاج العصبية بالتأمل، وذلك باتباع إحدى أساليب التأمل الآتية:
- تأمل المانترا: يجب تحديد الهدف قبل البدء بهذا النوع من التأمل إذ يجب أن تقرر أنك ستكون هادئًا ومسيطرًا على العصبية، اجلس متربعًا في مكان مريح ذو إضاءة خافتة ثم استرخي، اجعل باطن يديك تتلامسان سويًا، وأصابعك أيضًا، اغمض عينيك، ثمّ ركز على أنفاسك، وابدأ بتكرار جملة ” سأكون هادئًا” أو “سأسيطر على العصبية” وأشعر بأعماق معنى الجملة، وكررها لمرات عديدة حتى تشعر وكأنك دخلت في حالة من الاستقرار، فإما أن تُكمل أو تتوقف للحظة صمت.
- التأمل الذهني: يُمكن الاستفادة من هذا النوع فور الشعور بالغضب، وذلك من خلال الانفراد في مكان ما، والابتعاد عن أي أشخاص قد يُثيروا شعور العصبية، ثم يتم توقيت الهاتف لمدّة 5 دقائق، والجلوس بعد ذلك في وضعية مريحة، ثم التنفس بعمق من خلال استنشاق الهواء من الأنف ببطء ثم حبسه في الرئة، الزفير، وتكرار العملية، مع الحرص على التركيز في التفكير بعملية الهدوء والاسترخاء أثناء ذلك.
- اليوغا: يُمكن السيطرة على العصبية المستمرة باليوغا، وذلك من خلال الجلوس في مكان مريح والاستلقاء على الظهر والاسترخاء مع التنفس بعمق، وتصفية الذهن من الأفكار السلبية وتهدئة النفس من العصبية، ثم رفع الساق اليُمنى وإبقائها بشكل ممدود لعدّة ثواني، ثم الساق اليسرى، ثمّ رفع الساقين معًا لأطول مدة ممكنة، مع ضرورة التنفس بعمق أثناء ذلك، ثم يتم بعد ذلك رفع الساقين مع إسناد الظهر باليدين والبقاء لأطول مدة ممكنة. وبعد ذلك يتم تجربة ذات الحركات ولكن بالتمدد على البطن بدلًا من الظهر، وتكرار رفع الساقين، ثمّ يتم التمدد على الأرض بوضعية مريحة ووضع اليدين على جانبي الجسم والاسترخاء والشعور بالهدوء أثناء ذلك.