غالبًا ما أقسوا على نفسي بالتفكير السلبي والانتقاد الذاتي، كما لو أن هنالك شخصاً ما يعيش بداخلي ليجذب الطاقة السلبية من الحياة ويضعها بداخلي، لكن كيف أتخلص من حديث النفس السلبي؟
كيف أتخلص من حديث النفس السلبي
من سمات البشر ارتكاب الأخطاء والشعور بتأنيب الضمير والإحباط عند الندم، فمن حين إلى آخر وعند ارتكاب ذنب ما يبدأ الإنسان بطرح حوار داخلي في دماغه ومع نفسه يُعبر فيه عن غضبه، وعن تلك الفوضى العارمة غير المألوفة التي وضع نفسه بها، وهذا أمر طبيعي ولن يكون له تأثير على المدى الطويل، بينما وعندما يكون الحوار السلبي ملازمًا ملاصقًا للإنسان باستمرار، ويؤثر على طريقة تفكيره وحياته، ونمط تعامله مع الآخرين، فذلك حتمًا أمر سلبي يحتاج إلى طرق واستراتيجيات لكبحه والتخلص منه، فكيف أتخلص من حديث النفس السلبي؟
عامل نفسك على أنها صديق مقرب
وذلك من خلال طرح هذا السؤال على نفسك: هل يُمكنني قول هذه الأشياء السلبية عن صديق مقرب؟ وبالطبع ستكون الإجابة لا، لذا لا بدّ أن تُعامل ذاتك باحترام ولطف، وارفق بذاتك كما تفعل مع أصدقائك.
جرب التفكير المحايد
قد تعتقد أنّ الحل المثالي للتخلص من حدث النفس السلبي، هو التحدث بإيجابية، ولكن ذلك قد يكون قفزة نوعية كبيرة للبعض، لذا فإن المفتاح هو التوازن والحيادية، فليس بالضرورة مدح الذات، بل فكر بواقعية وبطريقة منطقية ومتوازنة.
على سبيل المثال فشلت في الاختبار، وكانت إحدى جُمل التفكير السلبية :” لقد فشلت في الاختبار، لا أستطيع النجاح مرة أخرى، سأفشل في كل شيء” والتي يُمكن أن تُستبدل بالجملة الآتية ” لا بأس قد أشعر بخيبة أمل بشأن رسوبي في الاختبار، ولكن سأحاول مرة أخرى، ويُمكنني التنبؤ بالأخطاء المستقبلية لتجنب تكرار هذه النتيجة”، وهكذا إلى إن تتمكن من نزع الأفكار السلبية وزرع الإيجابية منها.
كرر، كرر، كرر
إنّ كثرة التكرار تُغير العادات، والعادات لن تتغير بين عشية وضحاها، لذا لا بدّ من التكرار، فحاول تكرار الأفكار المتوازنة والمحادية لتحل محل الأفكار السلبية، كما يُساهم أيضًا كتابة الأفكار الواقعية أو الإيجابية في ترسيخ هذه العادة، لذا يُوصى بكتابة الأفكار الإيجابية على بطاقات وقراءتها بصوت عالٍ للتخلص يومًا بعد يوم من حديث النفس السلبي.
تجنب النظر إلى الحديث السلبي مع النفس على أنه محفز
لا تُقلل من مدى أهمية التواضع والثقة بالنفس والانضباط الذاتي، ولكن هنالك خيطاً رفيعاً بينها وبين التعامل بطريقة لئيمة مع الذات.
بشكل واقعي فإنّ الحديث السلبي عن النفس هو ما يمنع الإنسان من التطور والنجاح، فالحديث السلبي لن يجعل الإنسان أكثر وعيًا ولن يساعد في إنجاز الأمور بشكل أفضل أو بطريقة أسرع، فإنّ الحديث السلبي مع النفس والتعليق الدائم عليها من أجل القيام بعمل أفضل، أو النهوض مرة أخرى، ما هو إلّا طريق يخلق المزيد من الطاقة والمشاعر السلبية التي تزيد من الأمر سوءًا.
توقف عن السماح للأفكار السلبية بالتدفق إلى دماغك، وأعد صياغة هذه الأفكار من خلال الممارسة والثقة بالذات، وأنه لا يوجد من هو كامل، فالإنسان يخطئ ويعاود النهوض مرة أخرى ليُصوب خطئه.