التفكير العميق مهارة مكتسبة وجزء من التفكير الجيد الإيجابي، لذا لا بد من التفكير قبل البدء بالحديث، لأنّه وبينما يتجاهل الإنسان العديد من الكلمات التي يختارها، فإن وقعها له قوة سلبية أو إيجابية بشكل كبير، وقد تؤثر على نتيجة الموقف الكلي، وفي كوكبنا تُحدد الكلمات مشاعرنا وتعكس هويتنا وأحاسيسنا وتُعبر للآخرين عن ذكائنا أو جهلنا، فالسؤال الآن كيف تفكر قبل أن تتكلم؟
كيف تفكر قبل أن تتكلم؟
عندما تخرج الكلمات من أفواهنا، لا يوجد ما يُرجعها مرة أخرى لا سيما إن كانت كلمات سلبية جارحة، إذ أنّ الزجاج المكسور لا يُعاود لمّ شتات نفسه إلّا ملاصقًا مجبرًا ببعضه البعض، واضحًا عليه آثار تلك الكسور، ومن ناحية أخرى فإن التفكير العميق قبل الحديث يُتيح لنا فرصة تحديد تأثير الكلمات على الآخرين، وتحسين العلاقات، من خلال عدّة استراتيجيات يُمكن التركيز عليها لتتعلم كيف تفكر قبل أن تتكلم، منها:
خطط لحديثك
قد يبدو التخطيط للحديث أمر يستدعي جهدّا ووقتًا كبيرًا، ولكن ما إن دربت ذاتك على التخطيط للحديث، ستعتاد على ذلك.
بعد تدريب عقلك ستخطط لحديثك، وتتحكم بما يتفوه به فمك، وتفكر قبل أن تتحدث، وتبدأ بسرد حديثك داخليًا، ثم تعطى الموافقة عليه، وتكن مسؤولًا عنه بعد ذلك، وكأنك تتعامل مع زر إيقاف مؤقت يُخبرك عن مشاعرك الداخلية، وما إن شعرت بارتفاع في الحرارة أو وجع في المعدة أو اضطراب في الحديث، سارع إلى الضغط على زر الإيقاف، وعالج مشكلتك ثمّ عاود للحديث مرة أخرى، واحرص على أخذ أنفاس عميقة أثناء ذلك، واطرح على نفسك 5 أسئلة تُفيدك في التخطيط لحديثك، وهي:
- هل ما تقوله صحيح؟ فالمعلومات المضللة تؤذي الآخرين.
- هل كلماتك مفيدة؟ فبالطبع عندما تتحدث يُريد المستمع أن يستفيد من كلماتك وإرشاداتك.
- هل تستلهم ما يقوله الآخرين؟ حيث يستلهم العديد الكلمات التي لها تأثير كبير على الآخرين.
- هل كلماتك ضرورية؟ الثرثرة بلا فائدة مزعجة، فلا تتفوه عما ليس به فائدة.
- هل كلماتك طيبة؟ إمّا أن تتحدث بكلام طيب ولطيف أو اصمت لئلا تُلحق الأذى النفسي للآخرين.
اختر كلماتك بعناية
لمعرفة كيف تفكر قبل أن تتكلم، يجب أن تُصغي جيدًا عندما يتحدث معك شخص ما، وركز بكلماته لتتمكن من فهم الموضوع ومناقشته عندما يُكمل، واحرص على التوقف لمدّة دقيقة عندما تجد نفسك تقول “آه” “امم” فهذا يدل على أنك تُفكر بصوت عالٍ، ويُمكن بكل بساطة الاستئذان لدقيقة قبل الحديث، وابدأ بطرح بعض الأسئلة التي توضح حديث الشخص المقابل، وتجعلك أكثر فهمًا عمّا يريد، كسؤال ماذا تقصد بتلك العبارة، وإن احتدم النقاش بينكما خذ نفسًا عميقًا وهدئ من روعك واجمع شتات أفكارك، ثم عاود المناقشة بروح روية.
استخدم استراتيجيات لغة الجسد
تجنب المشتتات أثناء الحديث لتسهيل التفكير، وتجنب النظر الدائم لشاشة الكمبيوتر أو مشاهدة التلفاز أو استعمال الهاتف، وإن كانت هنالك مكالمة هاتفية ضرورية، أوقف الحديث بطريقة مهذبة، وأزل المشتت وعاود مرة أخرى لاستكمال الكلام، واحرص على تبني لغة جسد منفتحة، فاجعل ذراعيك مرتخية، بدلًا من ضمها فوق صدرك، واحرص على التواصل بالعين بشكل مباشر، وتجنب التحديق في أرجاء المحيط عندما تتكلم، وحافظ على تعابير وجهك المحايدة مع ابتسامة بسيطة.