يُعتبر الانتقاد واحداً من الأمور التي قد يتعرض لها الجميع في حياتهم اليومية سواء من أحد الأقارب أو أصدقاء العمل أو أي شخص آخر، فسهام الانتقاد تطال الجميع ولكن الأمر الهام هو كيف نواجه الانتقاد من الآخرين وكيف نتعامل معه بحيث لا يكون مثبطاً لنا وحائلاً دون وصولنا لأهدافنا في الحياة، فتقبل النقد وتحويله لشيء بنّاء هو مهارة مُكتسبة.
كيف نواجه الانتقاد من الآخرين
على الرغم من أن النقد بحد ليس شيئاَ محبباً للنفس البشرية إلا أنه يتوجب على المرء أن يأخذه بحسن النية ومن منطلق النصيحة لذا فإنه يتوجب التعامل مع النقد على أنه ليس اتهام للشخص بحد ذاته وقد لا يُعبر ويعكس القيمة الحقيقية لمن يتم انتقاده، فالأفكار الانتقادية في نهاية المطاف تُعبر عن أفكار الشخص المُنتقد وقد لا تعكس الحقيقة بالضرورة، ولكن في بعض الأحيان قد تكون الانتقادات الموجهة للمرء سلبية بشكل كبير ودون مُبرر وبشكل قد يؤثر على حالته النفسية ويعكر صفو حياته اليومية، فكيف نواجه الانتقاد من الآخرين الذين يكونون من هذا النوع من الناس؟
يتوجب أولاً التمسك بالهدوء عند سماع أي انتقاد وأياً كانت طبيعته، وعدم السماح للغضب أن يكون سيد الموقف، لذا فإنه يُنصح بأخذ نفس عميق ثم محاولة الابتسام ولو قليلاً في وجه الشخص المُنتقد، ثم التفكير في دوافعه لانتقادك، فهل هي دوافع بقصد النصيحة والمساعدة أو بقصد الإساءة والتجريح، وفي حال كان الانتقاد بهدف المُساعدة فإنه يتوجب أن يتم أخذه بجدية ومحاولة العمل بشكل جدي لتحسين النقاط التي تم انتقادك بخصوصها، أما إذا كان التنمر هو هدف النقد فإنه لا بُد من إيقافه بطريقة حكيمة وبروية وهدوء.
التعامل مع الأشخاص الناقدين
كيف نواجه النقد من الآخرين وخاصة أولئك الذين يكون الانتقاد جزءاً من طبيعتهم دون أن يدركوا أنهم يؤذون مشاعر الآخرين، وهؤلاء على عكس بعض المحبين الذين ينتقدون الشخص لجعله يلتفت إلى خطأ مُعين يتوجب تغييره أو تعديله، فيختلف التعامل مع الانتقاد تبعاً لطبيعة الشخص الذي يقوم بتوجيهه؛ فالمدير في العمل عندمنا يقوم بانتقاد موظفيه بأنهم أقل إنتاجية مؤخراً فهو يريد يحفيزهم وتشجيعهم على بذل المزيد من العمل والتفاني فيه، فهذا الانتقاد يتوجب أن يُلاقى بالترحيب والأخذ على محمل الجد بحيث يكون دافعاً للتحسُن والتطوُر، أما بحال كان بقصد التنمر والإساءة فإنه يتم الرد حين يكون الإنسان مُستعداً للرد بطريقة مناسبة مثل قول “أحترم رأيك ولكن أنا” ثم يتم الشخص العبارة بما يراه مُناسباً من وجهة نظره، وفي بعض الأوقات قد يكون عدم الرد على الانتقاد هو أفضل حل للموقف حيث قد تزداد معه حدة النقاش وتتحول من اختلاف في وجهات النظر إلى اصطدام مُباشر وخلاف.
النقد البناء والمدمّر
هناك نوعان من النقد وهما النقد البناء والنقد الهدّام أو المُدمر، وعلى الرغم من أن كلا شكلي النقد يعملان على تحدي قدرات المرء وشخصيته وأفكاره أو حتى سلوكياته إلا أن لكل منهما تأثير مُختلف على نفسية الشخص وكبريائه؛ فالنقد الهدام قد يكون مُجرد عدم تفكير من قبل شخص آخر أو أنه قد يكون مُتعمداً وعن قصد وهو غالبا ما يؤدي إلى الغضب والعدوان، وعلى الطرف الآخر وعلى الرغم من أن النقد البناء مُصمم للإشارة إلى أخطاء الشخص وعيوبه فهو طريق للوصول إلى الأفضل وإجراء التحسينات على حياة المرء وإضافة ما هو مفيد عليها دون أن يُسبب الإحباط، لذا فإنه يتوجب أن نتعلم كيف نواجه الانتقاد من الآخرين تبعاً لنوعية نقدهم هل هو بناء أم مُدمر.