لعل منا من لجأ في وقت ما أو لسبب ما إلى الكذب، لكن حرمة ذلك من المنظور الشرعي لا تخفى على أي منا، ولا يخفى علينا أيضا أن هذا السلوك السلبي يزعزع ثقتنا بأنفسنا فضلا عن زعزعة ثقة من حولنا بنا. من أجل ذلك، يراودنا السؤال لماذا نكذب؟ لا سيما ونحن على علم بمدى سلبية هذا السلوك. وسنجيب عن هذا السؤال في المقال الآتي.
لماذا نكذب؟
تتضمن الإجابة عن السؤال لماذا نكذب؟ الأسباب الآتية:
- تجنب العقاب: وهو يعد من أكثر أسباب الكذب شيوعا لدى الأطفال والبالغين على حد سواء.
- جلب منفعة: من ذلك الادعاء بامتلاك سنوات خبرة تفوق العدد الحقيقي من أجل الحصول على وظيفة.
- حماية الآخرين من العقاب: وذلك عادة ما يحدث بين زملاء العمل وأفراد العائلة.
- نيل إعجاب الآخرين: وذلك بتزيين صورة الذات بكر صفات ومهارات غير حقيقية.
- الخروج من مأزق ما: من ذلك الادعاء بأن أحدهم ينتظرنا، وذلك. لتبرير مغادرة مكان فيه أفراد غير محبوبين.
- عدم الوقوع في موقف محرج: من ذلك ادعاء الطفل بأن ملابسه مبللة بسبب انسكاب الماء عليها في حين أن السبب الحقيقي هو تبوله في ملابسه.
- الحفاظ على الخصوصية: يلجأ بعض الناس إلى الكذب تجنبا للاعتراف بأمر ما يراه من خصوصياته التي لا يريد الإفصاح عنها.
كيف نتخلص من الكذب؟
في إجابتنا عن السؤال لماذا نكذب، عرفنا أن بعض المواقف تحث بعض الناس على هذا السلوك، غير أن بعض الخطوات تسهم في المساعدة في تجنب ذلك، أبرزها الآتي:
- راجع نفسك وتفكر في عاقبة الكذب ونتائجه السلبية عليك وعلى نظرة الآخرين لك، وستدرك أن الصدق هو الحل الأمثل أيا كانت النتائج التي تسعى إلى تحقيقها من الكذب.
- تقبل نتائج الصدق حتى إن كانت ستحرمك من منفعة أو تجلب لك عقابا، فهذا خير لك مما للكذب من عواقب سلبية.
- لا تحاول تبرير كذبك، بل واجه نفسك واعترف لها أن الكذب صفة سلبية لا يمكن تبريرها.
- اعرف ما إن كان كذبك سلوكا قهريا أم لا، ويعد الكذب قهريا إن انطبق عليه واحد أو أكثر من الآتي:
- لا سبب وراءه.
- لا يقدم أي مصلحة.
- كثير التكرار.
- غير مخطط له.
- استعن باختصاصي نفسي، لا سيما إن كان الكذب لديك يشكل سلوكا قهريا، فالسلوك القهري يحتاج تدخلا علاجيا لإيقافه. وإن لم يكن قهريا، فالاختصاصي النفسي سوف يساعدك أيضا في التخلص من عادة الكذب. وينصح بالاستعانة به سريعا دون تأجيل لتجنب التعرض إلى ما يسببه الكذب من مضاعفات نفسية، أبرزها الضغط النفسي.
هل يساعد التأمل في التخلص من عادة الكذب؟
نعم، لممارسة التأمل دور في التخلص من عادة الكذب، إذ يسهم تأمل اليقظة الذهنية (Mindfulness) في زيادة الوعي بالنفس ويمنح المتأمل القدرة على إدراك التأثير السلبي المتراكم للكذب في التفكير والإحساس، وذلك يعطي دفعة من الطاقة للتخلص من هذه العادة. ونذكرك بضرورة تحميل تطبيق توازن للتعرف على معلومات مهمة عن أنواع التأمل المختلفة والاستفادة من كثير من التأملات والبودكاست الموجودة فيه.