أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي جزءً لا يتجزأ من حياتنا الشخصية والمهنية بجميع أشكالها، لذا سنتعرّف على منصات التواصل الاجتماعي وأثرها على الصحة النفسية بشكلها الإيجابي والسلبي.
منصات التواصل الاجتماعي وأثرها على الصحة النفسية.. إيجابيًّا
يكمن الدور الأول لوجود منصات التواصل الاجتماعي هو التواصل والاتصال بالآخرين، والتعرّف على الأصدقاء من شتى الثقافات والبلدان؛ لأن الإنسان اجتماعيًّا بطبيعته ويكره الشعور بالوحدة فتأتي هذه المنصات وتعزّز الشعور بالسعادة والسرور برفقة الآخرين.
يمكن متابعة العديد من مواقع التواصل الاجتماعي التي تنشر الفيديوهات التحفيزية التي نحتاجها للصحة النفسية بين فترة وأخرى، كما توفر هذه المنصات الوصول إلى المعالجين النفسيّين والمختصين في تطوير الذات بطريقة سهلة وسلسة، لما له من أثر كبير على سلامة النفس وتجديد الحالة النفسية كلما استدعت الحاجة لذلك.
منصات التواصل الاجتماعي وأثرها على الصحة النفسية من النواحي الإيجابية لها أشكال مختلفة وهذه بعضًا منها:
- فرصة للتعبير عن الآراء والأفكار في كل وقت.
- مشاركة الاهتمامات والطموحات مع الأصدقاء في أي مكانٍ في العالم.
منصات التواصل الاجتماعي وأثرها على الصحة النفسية.. سلبيًّا
يمكن اعتبار سلبيات منصات التواصل الاجتماعي وأثرها على الصحة النفسية كبيرة وخطيرة، وتصل إلى فئات متنوعة بدءً من الأطفال إلى الشباب والكبار في السن إذا لم تكن هناك رقابة ذاتية من الشخص نفسه ومن الأهل، وفيما يأتي أبرز الآثار والأشكال السلبية:
-
الافتقار إلى الشعور بالرضا والثقة بالنفس
تتيح منصات السوشيال ميديا العديد من المؤثرين والمشاهير الذين يُبرزون النواحي الإيجابية والسعيدة فقط من حياتهم؛ فتتولد لدى المتابع عدم رضا عن الحياة التي يعيشها، وربما يسخط على نفسه وأهله وبيئته وتقل ثقته بنفسه وقدرته على جني المال أو العيش بسعادة، وهذا بالطبع يؤثر سلبًا على الحالة النفسية وتقلب المزاج بالنظر إلى الصورة الجميلة التي ينشرها البعض.
-
الشعور بالعزلة
أسلفت سابقًا أن الإنسان بطبيعته يحب التعرف ومشاركة الآخرين أفراحه وأحزانه، ولكن عندما يكون الأمر مبالغًا فيه ويستخدم هذه المنصات بشكل مفرط ودون حدود تترك أثرًا مزعجًا في النفس، فلا ضير من قضاء بعض الوقت مع نفسك للاسترخاء والتأمل بعيدًا عن ضجيج السوشيال ميديا.
-
الإصابة بالاكتئاب والقلق النفسي
يعاني كثير من الأشخاص هوس التفاعل الافتراضي على منصات التواصل الاجتماعي، فينسى علاقاته الشخصية الحقيقية على حساب التعليق ونشر البوست وغير ذلك؛ وهذا من شأنه أن يزيد القلق والتوتر وتقلبات المزاج بين الفرح والحزن وغيرها من الاضطرابات النفسية كالاكتئاب.
-
التعرّض للتنمر الإلكتروني
تكمن خطورة منصات التواصل الاجتماعي وأثرها على الصحة النفسية باعتبارها ساحةً مهيئةً للتنمر الإلكتروني على الآخرين بكل سهولة من خلف الشاشات، حيث يتعرّض ويمارس الكثير من المراهقين والشباب التنمر كوسيلة للتعبير عن آرائهم ونشر الشائعات الكاذبة والإساءة إلى الآخرين بطريقة سيئة تترك أثرًا وندوبًا نفسية لا مبرر لها.
-
الهروب من المشاكل النفسية
أصبحت منصات التواصل الاجتماعي بابًا للهروب من مواجهة المشاكل النفسية وحلها، فكل ما يحتاجه الأمر هو الجلوس على الهاتف لساعاتٍ ربما تكون طويلة في الغالب مما يزيد الحالة تعقيدًا وسوءً، إضافةً إلى اعتبار هذه المنصات غطاءً أمنيّا للبعض حيث يختبئون خلفها في المناسبات الاجتماعية لعدم مشاركة ومواجهة الناس وجهًا لوجه.