لعلك تتساءل هل التوتر مرض نفسي؟ وما هي طبيعته بالتحديد؟ سنبحر في هذا المقال في مفهوم التوتر، وما المقصود به، وما هي أعراضه. 

هل التوتر مرض نفسي أم لا؟

التوتر ليس مرضًا أو اضطرابًا نفسيًّا، وإنما قد يكون عرضًا مهمًّا للكثير من الاضطرابات النفسية كالاكتئاب واضطراب القلق النفسي وغيرهما. إذن، ماذا يُقصد بالتوتر؟

يمكن تعريف التوتر بأنه استجابة ورد فعل طبيعي تجاه الضغوط والأحداث المزعجة التي يمر بها الإنسان عادةً أثناء يومه، وتؤثر طبيعة هذه الاستجابة على الصحة العقلية والنفسية بشكل كبير، كما يمكن التعبير بالتوتر تجاه الأحداث التي تتضمن تغييرًا في الروتين اليومي أو المهام المستجدّة. 

متى يعتبر التوتر مشكلة؟

بعد فهم تساؤل هل التوتر مرض نفسي، والتعرّف أكثر عن ماهيته، يجب معرفة متى يكون مشكلة وتتطلب علاجًا واهتمامًا معينًا، إذ أن التوتر ضمن الحدود الطبيعية يعد جيداً لمواصلة الأعمال المطلوبة، وإنهاء المواعيد النهائية ورفع الإنتاجية؛ فهو يترافق مع بعض التجارب السعيدة كالإقبال على الزواج أو الولادة وكذلك البدء في وظيفة جديدة وغير ذلك.

أما التوتر المزمن ولفترات متواصلة يضر بالصحة النفسية، ويسبب العديد من الأضرار الجسدية والنفسية، وهي كالآتي:

  • الشعور المستمر بالصداع. 
  • ضعف المناعة. 
  • مشاكل في الجهاز الهضمي والمتمثلة في الإسهال، وحرقة المعدة. 
  • ارتفاع ضغط الدم. 
  • ضيق في التنفس. 
  • توتر في العضلات. 
  • خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. 
  • اضطرابات في النوم والأكل. 
  • التعرّق والإعياء. 
  • صعوبة في التركيز. 
  • مشاكل في الذاكرة. 
  • الشعور بالقلق المستمر. 
  • إدمان استخدام الأدوية المهدئة. 
  • تعاطي المخدرات. 

كيفية إدارة التوتر

يتشكل التوتر عادةً نتيجة الضغوطات والمسؤوليات المتزايدة على عاتق صاحبها، لذا يجب معرفة كيفية إدارته والتعامل معه بشكل سليم، ويجب التنويه هنا إلى أن طريقة التفاعل مع الموقف، وكيف تشعر تجاهه يلعب دورًا أساسيًا في إثارة التوتر وتحفيزه، وهذا يفسر لماذا يتباين درجة الشعور والتأثر به من شخص لآخر. 

من الجيد معرفة السبب الجذري للشعور بالتوتر خاصة إذا كان ملازمًا لك في حياتك، ومن ثم الحرص على ترتيب الأولويات وتنظيمها للتخفيف من عبء المسؤوليات الذي يعزّز التوتر والقلق، وتخصيص وقت للجلوس مع نفسك بهدف الاسترخاء والحصول على قدر كافٍ من الراحة الجسدية والنفسية، ويعتبر التأمل من الأساليب المهمة والفعّالة في إدارة مشاعر التوتر والتخفيف منها قدر الإمكان، فهي تساعد على تهدئة العقل والجسد، وتفريغ المشاعر والشحنات السلبية والمزعجة أولًا بأول. 

عزيزي، للحفاظ على صحتك العقلية والنفسية اتبع تمارين التنفس العميق بشكل يومي لبضع دقائق، وكذلك تمارين اليقظة الذهنية وغيرها من تقنيات التأمل المتنوعة؛ فهي تساهم في رفع مستوى الوعي الذاتي، وتساعدك على إدراك ما تشعر به تمامًا دون رفضها أو تجاهلها، على العكس تمكّنك من القدرة على تحديدها وتجاوزها بكل سهولة فلا تترك أثرًا كبيرًا في نفسك، بالإضافة إلى خلق حالة من الهدوء والسلام النفسي التي تهيء ردود الفعل السليمة والمنطقية بعيدًا عن العصبية والعنف، وأنصحك هنا بتحميل تطبيق توازن للتأمل الذي يسهل عليك الوصول إلى باقة رائعة من المختصين في الدعم النفسي، وممارسة التأمل بكل سلاسة ويُسر وفي أي وقتٍ ومكان.