تُعتبر الهزيمة من أسوء المواقف التي يتعرض لها الإنسان، فهي تُسبب العديد من المشكلات للفرد، كما أن لها تبعات خطيرة على شخصية الفرد، وحياته، حيث تُسبب الهزيمة قلّة ثقة الفرد بنفسه، وشعوره بالخذلان، والفشل، وقد يتعرض الفرد للهزيمة لوحده، أو مع فريق كامل، ويُعتبر كلا النوعين من أصعب المواقف التي من الممكن أن يمر بها الفرد، فهل الهزيمة أسهل عندما تكون جزءًا من فريق؟ 

هل الهزيمة أسهل عندما تكون جزءًا من فريق؟

الإجابة المناسبة لسؤال “هل الهزيمة أسهل عندما تكون جزءًا من فريق” هي بالتأكيد نعم، وفي ما يلي تبرير لهذه الإجابة:

  • لا يتحمل الفرد المسؤولية لوحده

عندما يتعرض الفرد للهزيمة لوحده، سيكون هو الشخص الوحيد المسؤول عن هذه الهزيمة، فيبدأ بلوم نفسه على كل خطوة قام بها؛ مما يقلل من ثقة الفرد بنفسه، وحبه لذاته، وإيمانه بقدراته، أما عندما بتعرض الفرد للهزيمة مع فريق كامل، لن يتحمّل الفرد مسؤولية الهزيمة لوحده، بل يتحملها كل أعضاء الفريق، مما يقلّل من الشعور بالخيبة عند الأفراد. 

  • لا يتحمل الفرد العقاب لوحده

قد يترتب على الهزيمة عقاب معيّن، وفي حال كانت الهزيمة فردية، سيضطر الفرد لتحمّل العقاب لوحده، أما عندما تكون الهزيمة جماعية، سيتوزع العقاب على كل أفراد الفريق، وبالتالي سيخفف ذلك من شعور الفرد بالإحباط، والفشل. 

  • يدعم الأعضاء بعضهم البعض

عندما يُهزم الفرد لوحده، لن يجد حوله إلا الأشخاص الشامتين، مما يزيد من سوء حالة الفرد، وقلّة ثقته بقدراته، أما عندما تكون الهزيمة جماعية، سيقوم أعضاء المجموعة بتشجيع بعضهم البعض على الوقوف مرة أخرى، والمحاولة مرة أخرى حتى يصلوا إلى النجاح، فلن يشعر بالفرد إلا الأشخاص الذين عاشوا التجربة معه. 

  • عدم التعرّض للشماتة والسخرية

ينتظر الأشخاص وقوع فرد ما بمشكلة معيّنة، أو تعّرضه للهزيمة حتى يستهزؤون به، وبقدراته، فعندما يتعرض الفرد لهزيمة معيّنة، سيتعرض للتنمر من أقرب الأشخاص إليه، وسينعتونه بالفاشل دومًا، أما عندما تكون الهزيمة جماعية، لن يتجرأ أحد على السخرية من أي عضو من أعضاء الفريق، أو لومه على الهزيمة، فلا يوجد شخص معيّن مسؤول بشكل كامل عن هذه الهزيمة. 

كيف تؤثر الهزيمة على الفرد

بعد أن أجبنا عن سؤال “هل الهزيمة أسهل عندما تكون جزءًا من فريق”، لا بد من التطرق إلى الحديث عن آثار الهزيمة على الفرد، والتي تشمل ما يلي:

  1. تحطيم ثقة الفرد بنفسه، وبقدراته، مما يؤدي إلى خوف الفرد من مواجهة العديد من المواقف الحياتية التي تحصل معه. 
  2. تراجع مهارة التواصل عند الفرد، حيث يُفضل الفرد الانعزال عن كل من حوله حتى لا يذكره أحد بهزيمته. 
  3. شعور الفرد بالندم الدائم الناتج عن إحساسه بأنه لم يقم بواجباته على أكمل وجه. 
  4. لوم الفرد لنفسه على الهزيمة، مما يجعل الحالة النفسية للفرد سيئة جدًا.
  5. مواجهة الفرد للعديد من المشكلات النفسية الصعبة مثل القلق، والتوتر، والأرق، والاكتئاب المزمن. 
  6. لجوء الفرد إلى وسائل خطيرة لكي ينسى هزيمته مثل الإدمان على المخدرات، أو الكحول، وقد تتطور مراحل الاكتئاب عند الفرد مما يدفعه إلى التفكير بإيذاء نفسه، أو غيره، أو الانتحار.