من بين أكثر النصائح شيوعًا تجنب مقارنة النفس مع الآخرين، ولكن هل نفهم ما تعنيه هذه العبارة؟ ولماذا يقارن الناس أنفسهم دائمًا بالآخرين؟ على الرغم من توارث هذه النصيحة، دعونا خلال هذا المقال من موقع توازن أن نستكشف الأسباب الكامنة خلف المقارنات، وماذا يجب أن نفعل حيال ذلك.

يقارن الناس أنفسهم دائمًا بالآخرين

المقارنات سلسلة من الملاحظات المتتابعة التي يضعها الإنسان في ميزان بينه وبين الآخرين، وهي سلاحًا ذو حدين، حيث يُمكن أن تكون المقارنات محفزًا بشريًا طبيعيًا لتحسين الذات وتطويرها، كمقارنة المعرفة والخبرة والقدرات، كما أنّ المقارنات تساعد الإنسان بالاجتهاد وبذل أقصى طاقته للوصول إلى طريق النجاح.

على صعيد آخر، عندما تُسيطر المقارنات على الإنسان، لا سيما عندما أصبحت الآن حياة الآخرين مكشوفة عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، وعندما يبدأ المرء بمقارنة صفاته البسيطة أو السلبية مع أفضل صفات الآخرين، فقد نُصب الكمين ووقع في الفخ، فيبدأ بالتفكير بأنه لن يكون قادرًا على إنجاز عمل ما أو الوصول إلى مستوى ما وأنّ الآخرين ممن قارنهم بذاته هم الأفضل على الإطلاق، ولكن الحقيقة أنّ استنساخ الأقران، يُسبب التعاسة، فالفجوة في المعرفة، والمهارة والخلفية، والتعليم والخبرة، تُميز كل إنسان عن الآخر، وتجعله ناجحًا في صعيد مختلف تمامًا عن أقرانه.

كيف يتخطى الإنسان مقارنة ذاته مع الآخرين؟

مواجهة الظروف والمواقف

حسن صحتك العقلية والعاطفية من خلال تسليط الضوء على قائمة المواقف أو الظروف التي تجعلك ضمن مقارنة مع الآخرين، ومن الأمثلة على ذلك التجول في مركز تجاري باهظ الثمن، أو التواجد مع أحد الزملاء الذي يُشعرك بالإحباط على الدوام، وبالطبع فإنّ معرفة سبب المشكلة الرئيسي نصف حلّها، أمّا النصف الثاني فابدأ بالتعامل معه ضمن إجراءات معقولة ومدروسة.

قضاء وقت محدد على وسائل التواصل الاجتماعي

يقارن الناس أنفسهم دائمًا بالآخرين لا سيما مع انفتاح العالم، والإطلاع الدائم على أخبار العائلة والأصدقاء وحتى أولئك الذين لا يمتون لنا بصلة، مما تجعل الإنسان أكثر وعيًا بالأحداث المحيطة، ولكن في الغالب هنالك جانب مظلم في هذه العلاقات، فما ينشر على وسائل التواصل الاجتماعي ما هو إلا جانب واحد من جوانب الحياة فلا أحد يعرف حقًا ما يدور خلف الكواليس، فاعتدل بمتابعتك وسائل التواصل الاجتماعي، ولا تُضيع وقتك بما ليس له فائدة، ويُمكنك أنّ تجعل هذا الوقت بنَاءً من خلال ممارسة هواية أو قراءة كتاب، أو التحدث مع صديق مقرب.

المال لا يشتري السعادة

على الرغم من العلاقة الوطيدة بين الصحة النفسية والمال، إلّا أنّ المال لا يشتري السعادة، حيثُ يُمكن مقارنة الذات بأنماط حياة المشاهير والأثرياء حول العالم، فتبدأ سيطرة فكرة أنّ المال سيحل جميع المشاكل، لكنّ المال نادرًا ما يُحقق ذلك، فالمال قد يشتري السعادة اللحظية فقط.

اشكر لتزداد القناعة

اعلم جيدًا أنك قد تبدو الأمثل في وجهة نظر شخص آخر، وقد يتمنى أن يعيش لحظات من مسيرة حياتك، فاقتنع بذاتك، وكن ممتنًا دائم الشكر، لأنكّ أفضل من غيرك بكثير، وليكن ذلك محفزًا لك للتغير لكونك تعرف أنك مصدر إلهام لأحدهم، وركز على نقاط قوتك، ونمي مهاراتك وقدراتك.

ممارسة التأمل

احرص على ممارسة تمارين اليقظة الذهنية على الدوام، إذ لها تأثير كبير في تنقية العقل من شوائب المقارنات، من خلال الصفاء والنقاء والهدوء الداخلي، والوصول إلى القناعة الذاتية، وحب النفس بشكل معقول، فتأمل واستمتع بشخصية تبعد كل البعد عن مقارنة ذاتها مع الآخرين.