يُعتبر التأمل من أفضل الوسائل التي تُعالج العديد من الأمراض النفسية، وحتى الجسدية، ومن أبرز هذه الاضطرابات التي يستطيع التأمل معالجتها هو اضطراب التوحد الذي يصيب الأطفال بكثرة، فهناك علاقة وطيدة بين التأمل والتوحد.
تعريف التوحد
يُعرف التوحد على أنه اضطراب نفسي يصيب الأطفال بكثرة، وينتج عنه مشكلات في تواصل الفرد المصاب مع غيره من الأشخاص، ومشكلات في طريقة تفكير الفرد، وأسلوب حياته.
التأمل والتوحد
هناك علاقة قوية بين التأمل والتوحد، حيث يساعد التأمل على التخفيف من أعراض اضطراب التوحد عند المصابين، كما يخفف التأمل من إصابة هؤلاء الأفراد بهذا الاضطراب، وفي ما يلي الجوانب التي يؤثر فيها التأمل على الأفراد المصابين بالتوحد:
-
تحسين مهارات التواصل عند المصابين
يعاني المصابون بالتوحد من مشكلات كبيرة تتعلق بتواصلهم مع من حولهم، ويؤثر هذا العرض على حياتهم بشكل سلبي، فيجب على أهل المصاب تثقيفه حول أهمية التأمل، وتعليمه الطريقة الصحيحة لممارسة التأمل، حيث سيساعده التأمل على زيادة تركيزه، وتحسين مهارات التواصل لديه.
-
تحسين مهارة العمل واللعب الجماعي عند المصاب
يُعاني مصاب التوحد من عدم قدرته على التعاون مع من حوله، أو العمل واللعب معهم، ويُعتبر التأمل الوسيلة الأفضل لتخلص المصاب من هذه المشكلة، حيث يساعد التأمل على تحسين نظرة المصاب لأقرانه، وزيادة حبه للمشاركة، والتفاعل مع الآخرين.
-
تقبُّل التغيير
يُعرف عن الأفراد المصابين بالتوحد بأنهم يحبون السير على روتين معيّن في حياتهم، ولا يُفضلون تغيير أي تفصيل في هذا الروتين، ويُساعد التأمل المصابين على تغيير أفكارهم حول هذا الروتين، وزيادة رغبتهم في تعلّم، وممارسة كل ما هو جديد بالنسبة لهم.
-
زيادة حب المصاب لأهله وللناس من حوله
يُعاني المصابون بالتوحد من عدم قدرتهم على التعبير عن حبهم، أو شعورهم بالحب، ويساعدهم التامل على التركيز على الأشخاص الذين يهتمون بهم، ويحبوهم، مما يحفزهم على مشاركة هذه المشاعر معهم، وزيادة الاهتمام بمن حولهم.
-
تعديل السلوك
يُمارس المصابين بالتوحد بعض السلوكيات غريبة الأطوار مثل الدوران المستمر حول أنفسهم، أو القيام بحركات جسدية غريبة، فيساعدهم التأمل على زيادة سيطرتهم على أنفسهم، وامتناعهم عن القيام بمثل هذه السلوكيات الجسدية، وسيلاحظ ذوو المصاب أن هذه الحركات ، والتصرفات الغريبة ستقل بشكل كبير كلما زادت ممارسة المصاب للتأمل.
-
التخلص من الحزن
يُعاني المصابون بالتوحد من الحزن الدائم مهما كانت ظروف حياتهم، فالحزن يرافقهم دائمًا، ومن أهم فوائد التأمل تخليص الفرد من الحزن الذي يشعر به، فعندما يمارس المصابون بالتوحد التأمل، سيركزون على النقاط الإيجابية في الحياة، وسيتذكرون الأشخاص الذي يحبونهم، مما سيساعدهم على التخلص من جميع الأفكار السلبية التي تكون عالقة في أذهانهم، فيزيد منسوب سعادتهم.
دور التأمل في الوقاية من الإصابة بالتوحد
أشارت العديد من الإحصائيات إلى أن التوحد مرض شائع بين الأطفال، ولكنه قد يصيب المراهقين، والبالغين، وكبار السن أيضًا، فيجب على الأشخاص الالتزام بممارسة التأمل اليومي منذ سن صغير، حيث يُعتبر التأمل وسيلة للوقاية من الإصابة بالتوحد في سن كبير، فيُحسن التأمل من وظائف الدماغ، ومهارات الفرد، وعلاقاته الاجتماعية مما يصبح من شبه المستحيل تعرضه للإصابة بهذا الاضطراب.