فرق كبير ما بين جلد الذات ومراقبة وتأنيب الضمير، فما هو مفهوم جلد الذات؟ كيف يمارس الشخص جلد الذات؟ وما هي أهم سماته؟ وأسبابه؟ وطرق علاجه؟

ما هو جلد الذات؟

جلد الذات هو عقوبة المرء لذاته بشكل اختياري، وهو اضطراب نفسي يُعبر عن اللوم الدائم للنفس، والندم على الأفعال والأخطاء مهما كانت بسيطة، واتهام الذات بالتقصير الدائم، وجرح المشاعر، ومع التعويد والتكرار تؤثر هذه الأحداث على مسيرة حياة الإنسان.

إذ يؤمن من يجلد ذاته بشخصيته الضعيفة، وعدم حبه لذاته، ويقلل من شأنه ويشعر على الدوام بالسخط والملل، فلا يعطي نفسه الحق في الخطأ ومحاولة تصويبه.

علاوة على ذلك فإن من يجلد ذاته يفقد ثقته بنفسه ويدخل في حلقة مفرغة لا توصل صاحبها إلّا لطريق الاكتئاب، والأمراض النفسية المتطورة، مما يُلحق الضرر بذاته على الرغم من استمتاعه بوقوع هذا الضرر.

كيف يمارس الشخص جلد الذات

الأشخاص المصابون باضطراب جلد الذات يعتقدون على الدوام أنهم يستحقون العذاب، ويقنعون أنفسهم بأنهم لا يستحقون النجاح والحب والسعادة، وبالعادة فإنّ سلوكيات هؤلاء الأشخاص غالبًا ما تكون سلوكيات غير صحية، تصبح مع مرور الزمن عادات سلوكية، والسؤال الآن كيف يمارس الشخص جلد الذات؟ من خلال الأمور التالية:

  • حرق الجلد.
  • نتف الشعر. 
  • كسر العظم.
  • ضرب أجزاء متنوعة من الجسم.
  • إيذاء منطقة الرأس.
  • إعادة فتح الجروح القديمة في الجسم.
  • تقليل قدر النفس أمام الآخرين.

علاج جلد الذات

بالطبع فإنّ الإحساس بالندم تجاه بعض الأمور الخاطئة التي يرتكبها الإنسان أمراً إيجابياً لا بد منه، بينما جلد الذات عقاب جسدي ونفسي خطير، يُمكن التغلب عليه من خلال الاستراتيجيات الآتية:

  • مارس التأمل واليقظة والاسترخاء، فجميعها تمارين تحث النفس على الهدوء والسلام الداخلي والتفكير بطريقة إيجابية ومفعمة بالنشاط والحيوية، ويجدر بالذكر أنّ تطبيق توازن يوفر العديد من الفيديوهات الخاصة بالتأمل والتي يُمكن الاستفادة منها وتطبيقها بشكل يومي.
  • إعادة توجيه الرغبة في تزيين الجسد بدلًا من إيذائه، مثل طلاء الأظافر بدلًا من قصها بطريقة عنيفة، أو استخدم أقلام تحديد للرسم على البشرة بدلًا من جرحها.
  • ابقى مشغولًا مع الآخرين، واستمتع بأوقاتك مع العائلة والمقربين، وقد يعني ذلك تجنب الهروب من العائلة والخلود إلى النوم دون أن تكن بحاجة إلى ذلك، وغادر المنزل للذهاب في نزهة قصيرة بين أحضان الطبيعة أو اقرأ كتابًا في المكتبة أو أشرب فنجانًا من القهوة في مقهى.
  • اشغل يديك باستمرار، فحينما تفكر في إيذاء نفسك سارع بممارسة هواية أو نشاط ما كالرسم أو العزف.
  • شتت نفسك قدر المستطاع، واصنع جدولًا يوميًا ملئًا بالأنشطة والمهام اللازم إنجازها، لئلا تمتك وقتًا للتفكير في إيذاء الذات.
  • ذكر نفسك وفكر بالعواقب التي تلي جلد الذات، والتي من أهمها ترك علامات وندوب على الجسم، وذلك من شأنه حث النفس على ترك هذه العادات السيئة.
  • انتبه إلى أنماط جلد الذات، واطرح على نفسك أسئلة محددة، مثل هل تحرج نفسك في أوقات معينة من اليوم؟ أو عندما تقابل شخص ما؟ أو عندما تمر بظروف معينة؟ فعند تحديد المحفزات يسهل التعرف على العلامات التي تؤذي ذاتك فيها، مما يكون ذلك مؤشرًا ومنبهًا على تخطي هذه العلامات، ومن ثم التوقف عن جلد الذات.