إن جائحة كورونا وما رافقها من قيود مكانية وزمانية، وإغلاق للمحال التجارية والشركات والمدارس وأماكن الترفيه وحبس الناس في منازلهم وانعزالهم عن مجتمعهم، سبب مشاعر قلق وتوتر وخوف أثرت في الجميع بمستويات مختلفة، وأدى ذلك إلى إصابة الكثير من الناس بـ “متلازمة الكوخ”.
ما هي متلازمة الكوخ؟
يعود مصطلح متلازمة الكوخ/حمّى الكابينة إلى أوائل القرن العشرين؛ حيث كان يُجبر الأشخاص في أمريكا الشمالية إلى البقاء في أماكن معزولة/ كوخ أو كابينة لأيامٍ عديدة لتجنب العواصف وموجات الصقيع، وقد يعود المصطلح إلى القرن التاسع عشر عندما لازمت الناس بيوتها بسبب انتشار حمى التيفوس.
ليس هناك تعريف طبي محدد لهذه المتلازمة كونها لا تندرج تحت الأمراض النفسية، ولكنّ المشاعر التي ترتبط بها واضحة ومحددة وهي مجموعة من المشاعر السلبية والضيق واليأس والقلق وصعوبة التركيز المرتبط بتقييد الحركة والبقاء داخل المنزل لفترات طويلة.
كيف أثرت كورونا على انتشار متلازمة الكوخ؟
إنّ وباء كوفيد19 جعلنا محاصرين بالأخبار المؤلمة، والتقارير الدورية، والآثار الاقتصادية، مما سبب حالة من القلق والهلع والخوف أثرت على قدرتنا على المضي قُدماً، وكما أدى انتشار الفيروس إلى زيادة عدد مرضى الاكتئاب بشكلٍ خاص والمرضى النفسيين بشكلٍ عام، ومواجهة العديد من الناس ضغوطاتٍ يومية ومخاوف من الإصابة بفيروس كورونا وانعدام الأمن المالي.
هذه الضغوط النفسية التي رافقت العزلة والتباعد التي فُرضت لإبطاء انتشار الفيروس شكلت تهديداً خطيراً على الصحة النفسية العامة مما زاد من نسبة انتشار متلازمة الكوخ.
أعراض متلازمة الكوخ
تختلف أعراض المتلازمة باختلاف شخصيات الناس ومزاجهم، ولكن الأعراض العامة هي:
- الإجهاد والأرق.
- نفاذ الصبر.
- سرعة الانفعال أو الانفعال الشديد.
- الخمول وعدم وجود حافز.
- اليأس
- عدم الثقة بالنفس وبالآخرين.
- التغييرات في الوزن.
أسباب متلازمة الكوخ
من أهم أسباب الإصابة بمتلازمة الكوخ ما يلي:
- الشعور بعدم القدرة على التواصل الوجاهي مع العائلة والأصدقاء.
- الشعور بالخمول وعدم وجود حافز بسبب عدم وجود عمل.
- القلق المستمر بالشؤون المالية بسبب عدم وجود دخل.
خطوات للتغلب على متلازمة الكوخ
إن اضطررت للبقاء في منزلك لفترة طويلة نسبياً فعليك اتباع الخطوات التالية للتغلب على متلازمة الكوخ:
- ضع روتيناً: وجودك في المنزل لا يعني أن تبقى بملابس النوم طوال اليوم، أو تنام لساعات طويلة جداً، ضع لنفسك روتينا استيقظ في الصباح، استحم، مارس الرياضة، اقرأ كتاباً.
- حافظ على نشاطك البدني والعقلي: إذا لم تكن مصاباً فأنت تستطيع الخروج قليلاً في الهواء الطلق، ومن الممكن أن تستغل فترة وجودك في المنزل في متابعة بعض الأفلام أو سماع بودكاست تمنحك تفاؤل أو سماع بعض الموسيقى.
- تواصل مع الآخرين: وجودك في المنزل لا يعني انعزالك عن العالم، تستطيع التواصل مع أقاربك وأصحابك من خلال المكالمات الهاتفية أو الرسائل النصية أو مكالمات الفيديو.
- كن لطيفاً مع نفسك: ابذل قصارى جهدك في التعامل مع نفسك كأنك تتعامل مع شخص عزيز جداً عليك، حاول أن لا تنتقد ذاتك وتؤنبها أبداً، بدلاً من ذلك أعطيها دوافع للتطور وعزز من صفاتها الإيجابية.