يعتبر القلق والخوف من المشاعر التي يواجهها الإنسان على مدار يومه، فإما يتأثر بها بشكل سلبي وتترك ضررًا جسديًّا ونفسيًّا، أو أنها تخلق حافزًا للاستمرار والمواجهة وتحدي النفس، لذا من الضروري معرفة ماذا يفعل القلق والخوف في الإنسان نفسيًّا وجسديًّا.
ماذا يفعل القلق والخوف في الإنسان؟
يشكّل القلق والخوف استجابة ورد فعل طبيعي تجاه المواقف التي تحدث خلال اليوم، ولكن تكمن خطورتها عندما يصعب السيطرة عليها بحيث تعترض مسيرة النجاح والعمل والإنجاز، وتستهلك طاقة الإنسان بلا فائدة تُذكر، والجدير بالذكر أن القلق والخوف يلتقيان بالكثير من الأعراض الجسدية والنفسية بدرجة كبيرة، بالرغم من وجود اختلاف بسيط في تكوين كلًا منهما.
والسؤال المهم هنا، ماذا يفعل القلق والخوف في الإنسان؟
لا شك أن القلق والخوف يسببان العديد من الآثار الجسدية والنفسية التي تترك ضررًا واثرًا لا يمكن تجاهله، وهذه بعضًا من الآثار الجسدية:
- الشعور بالتعب العام والإرهاق.
- الغثيان والقيء.
- زيادة معدل ضربات القلب.
- التعرّق المفرط.
- الارتجاف.
- توتر في العضلات.
- جفاف الفم.
- ألم في المعدة.
- الصداع.
- ضيق في التنفس.
يرتبط القلق والخوف في بعض الأحيان بوجود الأمراض الصحية، التي يتضمن علاجها تناول نوعية من الأدوية والوصفات الطبية التي تحفّز مشاعر القلق والخوف؛ فمثلًا أمراض القلب والأوعية الدموية، ومرض السكري، ووجود مشاكل في الغدة الدرقية مثل فرط نشاط الغدة الدرقية، ومشاكل القولون العصبي، واضطرابات الجهاز التنفسي، والإصابة بالأورام وغير ذلك المزيد.
الآثار النفسية للقلق والخوف
يعد الأثر النفسي مهمًا ومقلقًا كما الحال في الأمراض والمشاكل الجسدية، فعندما نتساءل ماذا يفعل القلق والخوف يجب دراسة الجانب النفسي بشكل مفصّل وعلاجه كما تستدعي الحالة، وتجدر الإشارة هنا إلى أن الخطر النفسي قد يكون أكثر فتكًا بالإنسان من الأعراض الجسدية، لأنها تترك شرخًا عميقًا في النفس على المدى البعيد.
تتدرّج وتتنوع الآثار النفسية للقلق المزمن والخوف تبعًا لدرجة وقوة هذه المشاعر، ومدى تأثيرها الحقيقي على الإنسان، ففي بعض الحالات قد يصل الشخص إلى التفكير في الانتحار أو الموت نتيجة لفقدان السيطرة الكاملة على نفسه، بالإضافة إلى وجود بعض التصرفات والسلوكيات التلقائية كرد فعل لهذه المشاعر؛ فمثلًا فقدان السيطرة على الأفكار وتحديدًا الأفكار السلبية والمزعجة، حيث يثير القلق والخوف المزيد والمزيد من الأفكار المقلقة خاصةً عندما مواجهة سبب الخوف أو موقف واضح يستدعي هذا القلق، لذا يجب تعزيز القدرة على التحكم في العواطف في مثل هذه المواقف والتعامل معها بوعي وحكمة بالغين.
يؤدي القلق والخوف إلى اضطرابات في النوم، فإما يسببان الأرق المزمن أو النوم المفرط، كما يسببان مشاكل في التركيز والذاكرة، بالإضافة إلى تعزيز الكثير من المشاعر السلبية كالتوتر والشعور بعدم الأمان، وقلة الثقة بالنفس والآخرين، وتدني احترام الذات وجلدها بشكل مستمر، مما يسبب تدني في نوعية الحياة وضعف الإنتاج والإنجاز في العمل، واللجوء إلى العزلة الاجتماعية وتجنب الاختلاط بالناس، وتكمن خطورة هذه المشاعر عندما تتضاعف إلى اضطرابات نفسية أكبر مثل الإصابة بالاكتئاب، أو اضطرابات القلق المختلفة، أو الإصابة بنوبات الهلع وغيرها.