يناقش هذا المقال أبرز الأسباب المتعلقة بمصطلح متلازمة المحتال وطرق علاجها. 

ماذا يُقصد بمتلازمة المحتال؟

تُعرّف متلازمة المحتال (بالإنجليزية: Imposter Syndrome) بأنها الشعور بالشك عند الوصول إلى أي إنجاز في الحياة المهنية أو الاجتماعية كالحصول على منصب مرموق في شركة معروفة، وغالبًا ما تحدث هذه المتلازمة لدى الأشخاص الناجحين فهي لا تعني إطلاقًا وجود حالة مرضية أو اضطراب نفسي وإنما اعتقاد يشوبه الخوف والقلق المستمر حول القدرات والمهارات الشخصية مما يدفع الشعور إلى عدم الكفاءة أو الأهلية في جانب معين . 

أسباب المتلازمة

توجد بعض الأسباب التي تدفعك إلى الشعور بمتلازمة المحتال وهي كالآتي: 

  • الخوف المستمر من تراجع الأداء. 
  • الاستناد إلى عوامل خارجية لتحقيق المطلوب مثلًا طلب المساعدة من شخص معين أو الاعتماد على الحظ. 
  • السمات الكمالية أو المثالية في الشخصية تدفع إلى الشعور بعدم الكفاءة المطلقة التي ينتظرها الآخرين منك. 
  • الميل إلى الوصول إلى أعلى درجة ممكنة من أي إنجاز معين. 
  • الميل للشعور بخداع النفس أو الآخرين لمجرد الوصول إلى هدف ما، وتحديدًا إذا حصل تقصير أو خطأ معين. 

كيفية التعامل معها

يتم التعامل مع متلازمة المحتال على أنها حالة طبيعية قد تصيب الإنسان في مرحلة ما من مراحل حياته، بعيدًا عن كونها مشكلة نفسية أو عقلية، ولكن يجب التعامل معها سريعًا حتى لا تؤدي إلى اضطرابات نفسية لاحقة كالإصابة بالقلق الاجتماعي أو الاكتئاب وغير ذلك. 

إليك عزيزي بعض النصائح التي تساعدك على تجاوز هذه المشاعر بشكل سليم كالآتي: 

  • كافئ نفسك: درّب نفسك على تقديم التقدير والامتنان المناسب لك في كل مرحلة إنجاز أو تغيير تمر بها مهما كانت بسيطة، وتذكر دومًا أنك خطوتَ خطوات طويلة وصعبة لتحقيق ما أنت عليه الآن. 
  • شارك ما تشعر به مع الآخرين: حاول مشاركة الأشخاص الجيدين من حولك مشاعرك وأحاسيسك واسمع آرائهم في إنجازك وقدراتك، سيساعدك هذا على إيقاظ الصوت بداخلك وسترى حقيقة نفسك التي أبعدها الوهم والقلق عن عينيك وعقلك. 
  • ابتعد عن مقارنة نفسك بالآخرين: فهذا يؤثر على نوعية وجودة مهامك ويضعف ثقتك بنفسك، فوجود أشخاص أعلى أو أدنى مرتبةً منك لا يعني أبدًا ضعف قدراتك، واستبدل هذا الوقت والجهد الضائع في المقارنة بصنع الإنجاز وتحقيق الأهداف واكتساب الخبرات. 
  • تقبّل مشاعرك: إذ أن فهمك لطبيعة هذه المتلازمة والمشاعر التي تمر فيها تساعد بدرجة كبيرة على التخلص منها وإدراكها جيدًا. 

التأمل ومتلازمة المحتال

تعتمد هذه المتلازمة على المعتقدات والأفكار والمشاعر السلبية التي تعيق التقدم في مجال معين، لذا يعتبر التأمل أفضل علاج للتعامل مع هذا النمط من التفكير بشكل فعّال؛ فممارسة تمارين اليقظة الذهنية والتأمل تساعد على تنمية الوعي بالذات ورفع مستوى التركيز والملاحظة فور الشعور بمثل هذه المشاعر والعواطف، وبالتالي زيادة القدرة على إدارتها والتحكم فيها بشكل صحي وسليم. 

ينمّي التأمل أيضًا قدرتك على التواصل مع نفسك بشكل جيد، إذ أن ممارسة تمارين التأمل بشكل يومي وبانتظام يمنع تراكم مشاعر القلق والخوف والشك حول إنجازاتك، واستقرار مشاعر الامتنان والتعاطف مع نفسك والآخرين من حولك، فلا تتردّد في فهم ذاتك والوصول إلى الهدوء والاسترخاء في حياتك وأنصحك صديقي بمتابعة تطبيق “توازن”؛ فهو يوفر العديد من الأدوات العلمية التي تدعم الوعي العاطفي والنفسي الذي تحتاجه.